شهدت الأسواق ارتفاعاً غير مبرر في أسعار معظم المواد والسلع الأساسية، حيث لم يكتف البعض من التجار بما جنوه من أرباح فاحشة خلال شهر رمضان المبارك وما قبله بل استغلوا فرصة العيد لتحقيق المزيد وتعويض ما فاتهم خلال فترة التوقف والإغلاق التي فرضتها الظروف والتي جاءت استجابة لمتطلبات الوقاية والتصدي لفيروس كورونا.
فرحة العيد هذا العام كانت منقوصة فكثير من العائلات والأسر ليس لديها القدرة أو الإمكانية لتغطية نفقات و مستلزمات العيد وفواتير متطلباته الباهظة كملابس الأطفال والأحذية والحلويات وأضاحي العيد و الخضر والفواكه وغيرها والتي حلقت بأسعارها قبل بدء العيد بأيام، فالأعياد والمناسبات أصبحت مواسم لزيادة الأرباح ومضاعفة الكسب بشكل غير معقول حتى ولو كان ذلك على حساب المواطنين.
ارتفاع الأسعار بشكل غير منطقي وغير عقلاني بدون ضوابط أرهق كاهل المواطنين، فالزيادة بالأسعار باتت شبه يومية ما أدى لضعف ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟشرﺍﺋﻴﺔ وعجز الكثير من الأسر عن تأمين أبسط متطلبات الحياة اليومية والتخلي عن كثير من العادات التي من شأنها إسعاد الأطفال، وفي مقدمتها كسوة العيد، والحلويات وغيرها.
قضية ارتفاع الأسعار باتت من أكبر القضايا وهي حديث معظم المجالس سواء في البيت أم في الشارع أم العمل، وهي تحتاج لوقفة جادة من أجل التحرك والتدخل العاجل والسريع لإيجاد الحلول المناسبة والملائمة لحمى الغلاء المخيف، ووضع خطة محكمة للسيطرة على الأسواق وضبطها ووضع حد لتحكم القلة من التجار والموزعين والمستوردين والمحتكرين فيها، وتكثيف الرقابة على الأسواق وردع المخالفين والعمل على توفير المنتجات والسلع بما يلبي احتياجات المواطنين والتخفيف عن كاهل الأسر الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود، وحماية المواطن وعدم تركه فريسة لطمع ولجشع البعض ولاسيما في ظل الظروف الخانقة التي نمر فيها.
عودة الكثير من المنشآت والمعامل المتوقفة عن العمل للإنتاج وعودة الآلاف من الهكتارات والمساحات الشاسعة وتحريرها على يد أبطال الجيش العربي السوري الى كنف الدولة وزراعتها واستثمارها يعني وفرة بالإنتاج، والوفرة تقتضي بالضرورة المنافسة لتقديم الأفضل والأجود بأقل الأسعار وليس تحويل المنافسة إلى سباق ماراثوني لفرض الزيادات المتتالية التي تحدث كل يوم كما يحصل في أسواقنا حالياً.
أروقة محلية – بسام زيود