ثورة أون لاين -بقلم مدير التحرير- بشار محمد:
لم يكن مستغرباً أن يعطي الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوامره بحرق حقول القمح في أرياف حلب والرقة والحسكة بعد أن جاهر سابقاً وعلانية وبكل وقاحة بسرقة النفط السوري فهو “تاجر فاجر” لا يفهَم غير الصّفقات وكيفيّة جنِي المال بأيّ وسيلة.
الإدارة الأميركية الحاقدة أعطت أوامرها المباشرة لمروحيات “أباتشي” قبل أيام قليلة لإسقاط بالونات حرارية على حقول القمح في الجزيرة السورية، ما أدى إلى حرائق التهمت مساحات واسعة قدرت بـ 300 هكتار في جريمة ترقى لجرائم ضد الإنسانية.. لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة وهي التي قامت بتدمير البنية التحتية والجسور ومحطات الكهرباء والمياه في المحافظات الشمالية بذريعة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي وبصمات إجرامها ماثلة على جدران مدينة الرقة وجسورها وكل شبر فيها.. وأثارعدوانها مع حليفتيها بريطانيا وفرنسا موسومة بالعار في سجلها الإجرامي ودعمها اللامحدود لربيبتها “اسرائيل” في المنطقة والقرارات التي اتخذها ترامب كرمى لعيون الكيان المغتصب تدفعنا لتأكيد عدم استغرابنا مما أقدم عليه نهباً وحرقاً وقتلاً….
حرق الحقول ونهب ثروات الشعب السوري هي حلقة في سلسلة حلقات الإدارات الأميركية المتعاقبة لكسر الدولة السورية وقرارها وتحجيم دورها الجيوسياسي المحوري في منطقة حساسة من العالم لكنها لم ولن تنال مرادها..
حرائق ترامب لحقول السوريين تتزامن مع نيات إدارته بتشديد حالة الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة بحق السوريين تحت عنوان “قانون قيصر” الذي فاخرت إدارته بصياغته كجزء من مخططاتها الرامية لمحاربة الدولة السورية وكسر قرارها وتمرير مشاريعها في المنطقة بعد أن عجزت عن تحقيق أهدافها طوال السنوات العشر السابقة عبر دعم الإدارات المتعاقبة للتنظيمات الإرهابية مهما اختلفت تسمياتها ورايات إجرامها “القاعدة- داعش – النصرة- الإخوان المسلمين”.
من جديد تؤكد الإدارة الأميركية وساسة الغرب أنهم يجهلون تاريخ وعراقة الشعب السوري الذي لم ولن يكسره الإرهاب ولن يركعه حرق الحقول ونهب الثروات وقانون الحصار “قيصر” والتاريخ يشهد أن دمشق رفضت تهديد وزير خارجية أميركا كولن باول وورقة شروطه وقواته على حدودنا في العراق حينها، واليوم نؤكد من جديد وبثقة المنتصر أنكم لن تكسروا عزيمتنا ولن ترهبونا حرقاً ولا نهباً ولا حصاراً…