لفتني مؤخراً خبراً يقول: إن مدرسات الفنون النسوية أنتجن 100ألف كمامة في مختلف المحافظات، وهذا يعني أنهن ساهمن بطريقتهن في التصدي لفيروس كورونا ومواجهة أزمة صحية واقتصادية أصابت مختلف الدول حول العالم.
وما أود قوله من ذكر هذا العمل الإنساني المهم أن هناك شريحة من النساء السوريات رغم الإمكانيات المحدودة استطعن أن يقدمن شيئاً مهماً في مساعدة المجتمع، لكن تلك الشريحة من طالبات معهد الفنون النسوية للأسف وفي أكثر من مرة تلقينا منهن رسائل مناشدة بضرورة إنصافهن لجهة التعيين والتوظيف خاصة خريجات الدورات القديمة اللواتي لم يشملهن التعيين في آخر مسابقة، رغم أنهن تقدمن إليها لكن أسئلة الامتحان لم تكن من ضمن المنهاج الذي درسوه وكانت من المنهاج الجديد، وهذا يعني استفادة خريجات المعهد الجدد وبالتالي ضياع الفرصة على القديمات منهن تلك الفرصة الوحيدة منذ عشرات السنوات والتي أتت متأخرة ولطالما انتظرنها.
مخاوف كثيرة تراود خريجات معهد الفنون القديمات وحتى الخريجات الجدد من استنفاذ فرص العمل نتيجة مرور الوقت وتقدمهن في السن، وتساؤلات عديدة حول قلة هذه الفرص ولماذا لاتتم الاستفادة من خبراتهن ودراستهن العملية في مجالات العمل وليس فقط في التعليم مع ازدياد الحاجة والتشجيع الحكومي على المشاريع الصغيرة؟ فما تمتلكه تلك السيدات من خبرة في بعض الصناعات الصغيرة ومنها الأشغال اليدوية والخياطة قادر على رفد بعض القطاعات الإنتاجية الصناعية بالعنصر البشري والخبرة المهنية.
من الضروري تسليط الضوء على هذه الشريحة المنتجة، فهناك سنوات استهلكت في الدراسة والتعليم وتكاليف مادية يجب أن لا تضيع خاصة مع التحولات والأزمات الأخيرة في مجتمعنا ومختلف المجتمعات، والتي حتمت وجوب الاستفادة وتشجيع العامل الإنتاجي المحلي والوطني، لما له من أهمية في زيادة الإنتاج للوصول إلى الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات والتخفيف من تكلفة الاستيراد فهل تعيد الجهات المعنية النظر في وضع هذه الشريحة، وتوسيع الاستفادة منها من خلال خلق فرص عمل سواء مايتعلق بالمشاريع الصغيرة أو العمل في القطاعات الصناعية الإنتاجية إلى جانب مسابقات التعليم.
الكنز – رولا عيسى