بعد أن ضاقت مساحة المناورات الميدانية والسياسية لمشغلي الارهاب وأدواتهم، وضاق لحد التلاشي فضاء إحرازهم اي تقدم يبنون عليه هياكل مشاريعهم الاستعمارية في الجغرافيا السورية رغم كل الزيوت التي صبوها للتسعير، وتفخيخ مسارات تقدم الجيش العربي السوري لاستكمال مهامه التحريرية للشمال والجزيرة، ولهاث واشنطن وأنقرة المحموم لإشعال المشهد مجدداً بتطويق حقول النفط بزنار عسكري وإرهابي، وبإحراق بيادر القمح في الجزيرة بعيدان ثقاب الحقد العدواني على صمود الاهالي ومقاومتهم لوجود اي محتل وغاز، بعد كل تلك الإخفاقات التي باتت توشح مشهد الإرهاب الاميركي والتركي السياسي والاقتصادي والعسكري، ازداد منسوب التصعيد الهستيري في لعبة جنون الأطماع الى حدوده القصوى، وارتفعت حدة هيستيريا الفزع من النهايات المحتومة الى ذروتها، في المقامرات العبثية التي يقوم بها العاجزان ترامب واردوغان كمناورات توضح تخبطهما وافلاسهما على تخوم النهايات.
فعلى حافة النهايات الوشيكة للمشروع الاستعماري على الجغرافيا السورية، يخلط اللاعبان الإرهابيان الأبرز في منطقتنا كل أوراقهما المتبقية ويفردانها على طاولة الميدان لتحصيل إنجاز وهمي يرضي غرور عنجهية متورمة حد الفصام عن واقع الإنجاز السوري الجلي والمبين، ليستبقا به خسارات أصبحت مؤكدة وحتمية في المفهوم العسكري وبمنطق التحرير السوري المستكمل وفق الأجندات السورية.
وفي كل ما تقوم به واشنطن وأنقرة من عربدة وفجور يغيب عن بال اللاعبين بالنار التي أرادوا لها أن تحرق بيادر السوريين أن وجودهم الاحتلالي هو الذي سيحترق بلظى نيرانها، فالسوريون يحترفون مهارات المقاومة لطرد الغزاة والمحتلين ويعرفون كيف يوجعون المعتدين ويحسمون المعارك، فمن يعتنق الصمود والإباء نهجاً وسبيلاً لحفظ وحدة ترابه الوطني يعرف كيف يجعل عيون الحق المقاوم تتحدى مخارز العدوان والارهاب.
رهانات واشنطن وانقرة على تغيير المعادلات المفروضة، وقلب طاولة الميدان خاسرة، وما تتوهمان أنه تثبيت لواقع عسكري احتلالي وتجسسي هو شطحات خيال، فنحن لا نجافي الحقيقة ولا نبالغ لو قلنا إن أوان خروج واشنطن من المنطقة وخروج اللص التركي من الشمال والجزيرة بات قريباً جداً، وأنهما يرسمان بأقلام حماقاتهما واخطائهما القاتلة الخطوط البيانية لانزلاقات الهزيمة، وأن كل ما يقوم به ترامب والنظام التركي من عربدات حالية هو لعب في وقت ضائع من عمر إرهاب ينهار، ومؤشرات دلالية الى تخبط المهزومين ودوران المفلس العاجز في حلقات الوهم الفارغة، فالعبث بالنار لن يحرق إلا الأصابع الشيطانية التي تمتهن الشرور، وسنابل قمح صمود ومقاومة السوريين خصبة ومتجددة عصية على الاحتراق.
حدث وتعليق – لميس عودة