يحرك الرئيس الاميركي عقارب الساعة العالمية الى الوراء.. مابعد فك حظر كورونا توقيت وحشي يملأ ساعة رمل بالقتل والعنصرية والجوع والوباء.. يقطر الزمن من عداد الدماء.. من اضطهاد الشعوب .. أميركا باتت جلاد العالم ..من قال يوماً إنها شرطي الكرة الأرضية.
كل خبراء العالم السياسيين والاقتصاديين والدبلوماسيين لم يتوقعوا ذروة الخراب هذه مابعد كورونا ..قالوا العالم سيتغير !؟ وحده خيال العرافات والمنجمين قادر بأن يواكب مايدور في رأس المجنون الاميركي ..
قد يصنع الإفلاس الاقتصادي ما هو أكثر بترامب .. الرجل يكشر عن أنيابه العنصرية ويضرب بسيف العقوبات ..يصعد إلى هاوية العالم السياسية ليرمي كل الاتفاقيات وفرص السلام خاصة في المنطقة يقرر ضم الغور والمستوطنات في فلسطين المحتلة ..يتحرش بإيران ويضغط على سورية ..يجول ظله (الديمقراطي) في شوارع أميركا يوقظ العنصرية بألوانها ويشعل هستيريا الفوضى والجدالات ..
إذا كانت الأسلحة والكلاب وسائله أي ترامب لترويض الشعب الأميركي فماذا ننتظر منه نحن في المنطقة بعد أن سلط علينا سيف البغدادي وخناجر العقوبات ..ماذا ينتظر العالم كله …من ترامب المسعور بالعضات الاقتصادية على جسده الانتخابي .. كورونا أصابته من مناعته الاقتصادية ..فترقبوا المزيد من اختلاجاته السياسية !!
الأكثر لفتا أنه يعدي من حوله أو يجبرهم على التقاط العدوى السياسية ..الاتحاد الأوروبي مصاب بنفس الاعراض ..يلتقط أنفاسه من تصريحات ترامب ويرمي من الهاوية السياسية كل تاريخ الحريات التي صدع رؤوسنا بها وإذ هي مجرد لوحات وألوان على جدران نهضته العمرانية !!
فبروكسل و(حنان) الأبواب المفتوحة للمهجرين لم تكن فقط كذبة يتسلى بها قراصنة الاتجار بالبشر عبر بحار الهجرة ..بل هي تمثيلية على هيئة ملحمة تصدرتها رقصة ميركل (الأم) لتمرير العمالة إلى بلادها ولعب الدور الأخبث خاصة في الملف السوري ..(فالأم الحنون )هذه المستشارة الألمانية لم تظهر لجموع القتلى ذوي البشرة السوداء في اميركا( كقديسة) تحرس الإنسانية ..ولم تعلق أثناء الدعس على رقاب المتظاهرين في الولايات الاميركية ..لم تبك لحال النساء في عفرين السورية التي تحرق وحشية أردوغان أجسادهن ..ولم تعلق على محاولات تعطيش السوريين في الحسكة وحرق محاصيل النفط والقمح أو حتى احتلال أرضهم من الأميركي والتركي والإرهابي …هي ومن معها في اوروبا فقط أعلنوا تجديد العقوبات على سورية وفي زمن الكورونا ..يحاولون استهداف كل من قاوم وصمد في هذه المعركة الكبرى التي أعلنوها على السوريين ..
مابعد كورونا ليس كما قبلها بل أسوأ بكثير.. فهذا التخلخل الاقتصادي العالمي الذي تسبب به الفايروس سيزيد من وحشية الغرب وعنصريته وتسلطه على الشعوب لمحاصرتها وإجبارها على استيراد منتجاته بدءاً من القمح وليس انتهاءً بالاسلحة …ولكن المراهنة تبقى على متانة الأقطاب العالمية الجديدة والمقاومة في المنطقة ..فترامب قرر ان يرتدي ثوب مصاص الدماء كاملاً في هذه المرحلة … فمعدته الاقتصادية والانتخابية باتت خاوية.
من نبض الحدث – عزة شتيوي