الملحق الثقافي:سلام الفاضل :
تحتل وسائل الإعلام مكانة متميزة في عالمنا المعاصر، إذ يوصف عصرنا الحالي بأنه عصر الإعلام، حيث قطعت صناعة الإعلام والاتصال فيه شوطاً بعيداً من الرقي والتطور، ولا سيما بعد القفزة النوعية التي حققتها وسائل الإعلام، من جهة النوع والوظيفة.
فالإعلام، إذاً، أصبح مصدراً مهماً لإحداث أي تغحة في الرأي العام؛ أي تكييف ما هو مناسب لطبيعة المجتمع، ومتطلبات تقدمه وتطويره.
وبناءً على ما سبق فقد بدأت المؤسسات الاجتماعية والتربوية والثقافية، تُعنى بدراسة الوسائل الاتصالية – الإعلامية المختلفة، ليس فقط من أجل التعرف إلى طبيعتها الفنية والتقنية، بل من أجل استثمارها بفاعلية إيجابية لخدمة الإنسان، بما يسهم في تهيئة الأفراد القادرين على التعلّم والمشاركة الإيجابية في التنمية الاجتماعية الشاملة.
ولتقديم دراسة إعلامية معمقة من منظور وظيفي يأتي الكتاب الشهري (الإعلام بين الثقافة والتربية)، تأليف: د. عيسى الشّماس، الصادر ضمن سلسلة «آفاق ثقافية» عن الهيئة العامة السورية للكتاب.
ينسحب هذا الكتاب على سبعة فصول، يتحدث الفصل الأول منه عن مفهوم الإعلام، وطبيعته وأهميته، ويبيّن العلاقة بين الإعلام والاتصال من جهة، وبين الإعلام والتعليم من جهة أخرى، ليصل إلى أهداف الإعلام ووظائفه في توعية جماهير المتلقين، من الجوانب الاجتماعية والثقافية والتربوية.
ويعرض الفصل الثاني من هذا الكتاب أربع نظريات للتأثير الإعلامي، هي: نظرية التأثير المباشر، ونظرية التأثير المحدود، ونظرية التأثير المعتدل، ونظرية التأثير القوي، ويبيّن طبيعة كل نظرية ونماذجها، وتأثيراتها في المتلقين، ليصل إلى التأثير المتبادل بين الإعلام والمتلقي.
يتناول المؤلف في بداية الفصل الثالث من هذا الكتاب الحديث عن التطور الذي خضعت له وسائل الإعلام ووظائفها حتى العصر الحاضر، ثم يفصّل قضايا الإعلام المعاصر، والمتمثلة في: توظيف التكنولوجيا، ومواجهة التبعية الثقافية، وترسيخ القيميير اجتماعي، من خلال الدور الكبير الذي يؤديه في تغيير مواقف الأفراد واتجاهاتهم، إزاء القضايا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ونقل المعارف والأخبار والقيم والمعايير، بهدف إحداث تأثيرات واضالفكرية والتربوية، والتعامل مع العولمة، والاهتمام بقضايا الجماهير، ليصل إلى ضرورة العمل الإعلامي التكاملي.
ويخوض الفصل الرابع في مفهوم الثقافة وطبيعتها، والهوية الثقافية في حياة الفرد والمجتمع، وربط ذلك بالأمن الثقافي والثقافة الأمنية، ليصل إلى دور الإعلام في تحقيق الأمن الثقافي من خلال: تعزيز الذات الثقافية الحضارية من دون انغلاق، والحوار مع الثقافات المعاصرة لإغناء الثقافة المحلية من دون تبعية.
يعرض الفصل الخامس من هذا الكتاب العلاقة بين الإعلام والتربية من خلال مفهوم كل منهما، لغوياً وعلمياً، ليصل بهذه العلاقة إلى ما يسمى الإعلام التربوي؛ فيبيّن مفهوم الإعلام التربوي وأهدافه، ثم مرتكزات الإعلام التربوي، ليصل إلى مجالات هذا النوع من الإعلام.
ويقدم الفصل السادس إضاءات عن وسائل الإعلام المطبوعة/ المقروءة، مبيّناً أهميتها. ويتحدث كذلك عن الكتب والجرائد والمجلات والمسرح والسينما والمراكز الثقافية، موضحاً الأهمية التربوية والثقافية لكل منها.
يتناول الفصل السابع والأخير من هذا الكتاب وسائل الإعلام الإلكتروني بالبحث والحديث، ويظهر أهميتها الثقافية والتربوية، ثم طبيعة كل وسيلة ودورها الإعلامي. موضحاً طبيعة الكمبيوتر ووظائفه في التثقيف والتعليم وقراءة الكتب الإلكترونية، ثم يعرج على موضوع الإنترنت وطبيعته الإعلامية، وأهميته الثقافية والتربوية من خلال مجالات استخدامه، ليصل في الختام إلى ما يسمى (مقاهي الإنترنت) وتأثيراتها الثقافية والتربوية (الإيجابية والسلبية) على الناشئة.
التاريخ: الثلاثاء2-6-2019
رقم العدد :1000