ثورة أون لاين- سامر البوظة:
على الرغم من التصاعد المستمر لموجة الانتقادات الحادة والغاضبة التي يواجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب داخل الولايات المتحدة وخارجها جراء سياساته الرعناء وقراراته المثيرة للجدل, إلا أنه لا يزال يصر على المضي بنهجه وسياساته تلك حتى لو اضطر بذلك لمعاداة كل دول العالم, بمن فيهم الحلفاء, كل ذلك في سبيل الوصول إلى مآربه وتحقيق مصالحه الشخصية, وإشباعاً لرغباته وأوهامه في ترسيخ النفوذ والهيمنة الأميركية على العالم, فها هو اليوم يهاجم حلفاءه في مجموعة الدول السبع التي تضم أكبر اقتصادات العالم, بعد أن تراجع عن استضافة قمة المجموعة التي كان مقرراً عقدها في واشنطن الشهر المقبل، وأعلن عن إرجائها حتى أيلول المقبل, ويصفهم بأنهم “مجموعة دول عفا عليها الزمن”.
ويبدو أن ترامب الذي يأمل في الفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى في الثالث من تشرين الثاني المقبل, يرغب من خلال ذلك في أن تصبح القمة رمزاً لتطبيع الوضع الذي يرغب فيه بشدة مع توقف النشاط الاقتصادي الذي يمكن أن تكون تكلفته الانتخابية كبيرة جداً, ومحاولة منه أيضاً لإظهار أن الولايات المتحدة التي تحولت إلى بؤرة لتفشي فيروس كورونا المستجد مع وفاة أكثر من 105 آلاف أميركي جراء الإصابة به عادت إلى وضعها الطبيعي.
ترامب حاول خلال مؤتمر صحفي عقده على متن الطائرة الرئاسية الأميركية أثناء عودته من فلوريدا إلى واشنطن أمس تبرير تراجعه عن موعد عقد القمة قائلاً في تصريح نقلته وكالة “رويترز”: إن مجموعة السبع التي تضم أكبر اقتصادات العالم باتت تجمعاً دولياً قديماً للغاية في شكله الحالي, وأقوم بتأجيل القمة إلى أيلول المقبل أو ما بعد لأنني لا أعتقد أن هذه المجموعة لا تعكس ما يجري في العالم على النحو الملائم, بل إنها مجموعة دول عفا عليها الزمن.
وأضاف أنه يرغب في دعوة روسيا وكوريا الجنوبية وأستراليا والهند إلى حضور قمة موسعة الخريف المقبل، مشيراً إلى أن هذا يمكن أن يحدث في أيلول، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة أو بعدها, وقال: قد أقوم بذلك بعد الانتخابات.
ووصف ترامب القمة بأنها مجموعة الدول العشر أو مجموعة ال11، وقال إنه تطرق إلى الموضوع بشكل عام مع قادة الدول الأربع التي يريد دعوتها.
كان يفترض أن يعقد قادة مجموعة السبع التي ترأسها الولايات المتحدة هذا العام، قمتهم عبر الفيديو في نهاية حزيران لتجنب تجمعهم شخصياً في منتجع كامب ديفيد الرئاسي بالقرب من واشنطن، مع انتشار وباء كوفيد – 19.
ومع ذلك، أعلن ترامب فجأة قبل نحو أسبوع أن القمة قد تعقد بحضور القادة في البيت الأبيض أولاً, ولكن مع إجراء بعض اللقاءات في كامب ديفيد.
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل كانت أول من رفض الدعوة للحضور شخصياً, وقال المتحدث باسمها أمس: نظراً إلى الوضع العام للوباء، لا يمكنها الموافقة على مشاركتها شخصياً في رحلة إلى واشنطن.
وجاء ردها مخالفاً لردود فعل غامضة بدت إيجابية على الدعوة من بريطانيا وكندا وفرنسا.
وتعقد الدول الصناعية السبع الكبرى, بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة, اجتماعات سنوية لمناقشة تنسيق الاقتصاد الدولي.
ويعد قرار التأجيل تراجعاً من ترامب الذي سعى لاستضافة قمة المجموعة في واشنطن في محاولة منه لإظهار أن الولايات المتحدة التي تحولت إلى بؤرة لتفشي فيروس كورونا المستجد عادت إلى وضعها الطبيعي.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت رغبة ترامب بتوسيع قائمة الدول المدعوة لحضور القمة لتشمل روسيا وأستراليا وكوريا الجنوبية والهند محاولة منه لتوسيع المجموعة بشكل دائم.
السابق