ترامب يخنق الصحافة.. فأين دعاة حرية الإعلام في الغرب؟!

ثورة أون لاين – ريم صالح:

أكاذيب أميركا لجهة حريات الصحافة والإعلام، والرأي والتعبير أكثر من أن تحصى، فالصورة التي تحاول الولايات المتحدة إعطاءها للعالم عن احترامها لحرية التعبير مخالفة تماما لما يجري على أرض الواقع، وما يتعرض له الصحفيون الأميركيون من اعتقالات وتهديدات نتيجة هجومهم على سياسات حكومتهم يعكس زيف الادعاءات الأميركية بهذا الصدد.
فالرئيس الأميركي دونالد ترامب وفق ما يحدث على الأرض من انتهاكات ضد أجهزة الإعلام أجهز على التقليد الأميركي الذي طالما ادعى حرصه على ضمان حرية التعبير، وهجومه المستمر على الصحفيين في بلاده دفعت مئات وسائل الإعلام إلى نشر دفاعاتها عن حرية الصحافة، حتى إن صحيفة بوسطن غلوب قالت في افتتاحيتها بوقت سابق: “لدينا اليوم في الولايات المتحدة رئيس خلق شعارا يقول إن وسائل الإعلام التي لا تدعم بشكل صارخ سياسات الإدارة الأميركية الحالية هي “عدوة الشعب”.
ولعل ما يجري اليوم من احتجاجات غاضبة ضد جرائم العنصرية التي تعم الولايات الأميركية يعري الأكاذيب الأميركية، حيث كان للصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات المشتعلة نصيب كبير من عنف الشرطة المفرط بحقهم.
فبدءا من الرصاص المطاطي، مروراً بالغاز المسيل للدموع، وصولاً إلى الاعتقال، وتكبيل الأيدي بالأصفاد، هو المشهد الطاغي الآن في أميركا، حيث تمارس شرطة ترامب عنفا مفرطا تجاه الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء من نوفوستي إلى رويترز إلى شبكة سي إن إن، والغرض حجب الحقيقة عن الشعب الأمريكي، وعن العالم بأسره، ولطالما كانت هذه الحقيقة تعري الوجه الأمريكي العنصري، وتفضح عوراته القاتلة والإرهابية والرافضة للآخر بل والمستبيحة لدمه.
الشرطة الأمريكية استخدمت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في مدينة مينيابوليس ولكن هذه المرة ليس فقط في وجه المحتجين الرافضين للسياسات العنصرية الأمريكية وإنما ضد الصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات على مقتل أمريكي من أصول أفريقية على يد الشرطة بينهم مراسلون لوكالتي نوفوستي ورويترز.
وكالة نوفوستي ذكرت في هذا الصدد أن طاقماً تلفزيونياً يتكون من أربعة أعضاء من قناة فايس التلفزيونية ومراسل وكالة نوفوستي احتموا بمحطة للتزود بالوقود أثناء الاحتجاجات، وبعد أن فرقت الشرطة المحتجين سمحت للصحفيين بالبقاء هناك إلا أن حافلة صغيرة توقفت فجأة ونزل منها عناصر من الشرطة، وأطلقوا الرصاص المطاطي وأجبروا الجميع على الدخول إلى البناء.
وأضافت الوكالة إن الشرطة ورغم إظهار الصحفيين لهوياتهم أجبرتهم على الجلوس وقام عناصرها برش رذاذ مسيل للدموع في وجه أحد أعضاء طاقم التصوير التابع لنوفوستي.
كما أصيب اثنان من فريق تلفزيوني تابع لرويترز بالرصاص المطاطي في مينيابوليس عندما دخلت الشرطة منطقة كان فيها حوالي 500 محتج في جنوب غرب المدينة وأظهرت لقطات سجلها المصور خوليو سيزار شافيز ضابط شرطة أميركيا وهو يصوب سلاحه إليه في الوقت الذي كانت الشرطة تطلق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وبعد دقائق أصيب شافيز ورودني سيوارد المستشار الأمني في رويترز بالرصاص المطاطي وهما يحتميان في محطة وقود قريبة مع أنه كان من الواضح أن كليهما من العاملين في وسائل الإعلام.. فقد كان شافيز يحمل كاميرا ويضع شارة الصحافة حول عنقه أما سيوارد فكان يرتدي سترة واقية من الرصاص وعليها شارة الصحافة.
وكانت الشرطة الأميركية اعتقلت يوم الجمعة الماضي طاقم شبكة “سي ان ان” الإخبارية أثناء قيامهم بتغطية مباشرة للاحتجاجات في مينيابوليس.
ووفقا لشبكة “سي ان ان” فإن الشرطة عمدت إلى وضع الأصفاد على أيدي الطاقم الذي شمل المراسل عمر خيمينيز وهو على الهواء مباشرة ،إضافة إلى مخرج ومصور صحفي آخر حيث تم اقتيادهم إلى الحجز.
هذه الحوادث تعد أحدث أدلة على اعتداء الشرطة الأميركية على الصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات، ولكن هذه السياسات التي يتبناها ترامب ضد الصحفيين لم تكن شيئاً مفاجئاً أو مثيراً للدهشة فلا يوجد أحد لم يسمع عن خلافاته مع شبكة سي إن إن أو مع تويتر قبل أيام معدودة ،كما أنه لا يوجد أحد لم يسمع توصيفات ترامب لوسائل الإعلام بأنها “عدوة الشعب” ،أو تنقل أخبارا كاذبة، أو تخنق حرية تعبيره على حد زعمه.
وبحسب الكثير من المراقبين فإن حرية الصحافة تعاني من تدهور مخيف في الولايات المتحدة، وترامب يسهم في تدهور الوضع بهجماته على وسائل الإعلام حيث إن مثل تصريحاته الموتورة تشير إلى عدائية تجاه المبادئ الأساسية وأهداف حرية الصحافة خاصة دور الإعلام الإخباري في محاسبة الحكومات على أقوالها وأفعالها.

آخر الأخبار
محافظ حلب : دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل  الأساس في عملية التعافي د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق