ثورة أون لاين- لميس عودة :
بالإرهاب وحده تعيش الإدارات الأميركية، فهو سلاحها الأشد فتكاً والأكثر تخريبا وتدميرا، عند غزوها للدول ونهب مقدراتها، وتستثمر بمفرزاته ومخرجاته في سعيها المحموم للسيطرة والهيمنة على دول العالم، فما لم يدمره تنظيم داعش الإرهابي صنيعة مختبرات شرورها وذراعها التخريبي الإجرامي لزعزعة استقرار الدول، تستكمله إدارة ترامب ليكتمل عقد الإجرام بحلقات جديدة أكثر دموية وأشد عدوانية تضاف إلى سلسلة الإجرام الأميركي.
الاستحواذ على الثروات السورية وسرقة النفط في عين الجشع الأميركي وبوصلة كل الممارسات الإرهابية التي تنتهجها إدارة ترامب، والبيت الأبيض أوكل لداعش مهمة ضرب البنى التحتية واستهداف التراث والتاريخ الحضاري في المنطقة ومحاولة وأد مقومات الحياة في سورية.
وأينما أرادت واشنطن توجيه بوصلة أطماعها فثمة تخريب ستقوم به، وأينما سال لعاب الرغبة بالاستئثار والهيمنة الاقتصادية والاستعمارية فثمة حرائق ستشعل فتيلها واشنطن، وما علينا إلا أن ندقق فقط أين تلقي إدارة ترامب عيدان ثقاب إرهابها لندرك غاياتها القذرة من وراء أفعالها الشيطانية، فالمآرب الأميركية من وراء الوجود الاحتلالي لجنود ترامب الغزاة في بعض الأراضي السورية وخاصة في الجزيرة السورية لم تعد مخفية على أحد بعد أن افتضحت الغايات من وراء ضخ الإرهاب إلى الأراضي السورية وتمويله وتدريبه، وبعد أن جاهر ترامب بكل وقاحة بسرقته للنفط السوري وسعيه لتحويل عائدات نهبه إلى الخزينة الأميركية.
فترامب المتخم بالجشع واللاهث وراء جني الأرباح ولو على حساب دماء الشعوب لا ينظر إلى الجزيرة السورية إلا بعين إرهابي شره لتحصيل مكتسبات وجني أرباح ، وهو اليوم بكل ممارساته العدوانية في منطقة الجزيرة يقدم نفسه لكل العالم وبلا رتوش أو مساحيق تجميل لدمامة بلطجته كداعش المرحلة الحالية، وكأفعوان يدس سموم أطماعه في طبخة إرهابه الاقتصادي والعقوبات الجائرة بحق السوريين.
فالجموح الإرهابي الأميركي للسيطرة على حقول النفط، وما تقوم به إدارة ترامب من حراك مفضوح لتكريس قواعد احتلاله في محيط آباره، وما يترافق معه من تحشيد إرهابي يشرح الأبعاد والغايات القذرة التي كانت منذ البدء السبب الأبرز للحرب الإرهابية الشرسة التي شنتها أميركا على الدولة السورية.
رغم كل البلطجة العدوانية التي يمارسها ترامب وجنود احتلاله وأدوات إرهابه في الجزيرة السورية لنهب المقدرات السورية، إلا أن هذه العربدة العدوانية لن تطول، ولن تبقى الجزيرة السورية محتلة، وهو أي الاحمق ترامب رغم كل مقامراته يدرك ضمنياً أن التعويل على دوام الحال الاحتلالي ضربٌ من خيال، وان بقاء جنود احتلاله على صفيح من مقاومة شعبية لاهب لا يعدو كونه انتحاراً غبياً ولعباً بنار لن يسلم جنوده المحتلون من اشتعالها، ولن ينحو هو أي الأرعن الأميركي من تداعياتها وارتداداتها عليه سخطاً ونقمة في الداخل الأميركي.
وما يحصل الآن في الجزيرة السورية من رفض مطلق للوجود الأميركي الاحتلالي هو أول غيث المقاومة الشعبية والقادم موجع أكثر، فلينتظر ترامب رسائل الجزيرة التي ستختم بدماء جنوده المحتلين، فهل سيبدأ بقراءة عناوين المرحلة قبل بدء انهمار رسائل الميدان؟!