ثورة أون لاين- يمن سليمان عباس:
مبدعة سورية من نبض الحياة والتفاؤل والدهشة والقدرة على الإبداع شعرا ورواية ومقالات ..امرأة من كبرياء الوطن من كل ذرة تراب فيه ..من يومه وغده مع كل بطولاته.. آماله وآلامه..كوليت الخوري صاحبة السيرة الإبداعية المشرفة..
تنسج من حكايا العمل والبطولات صوتا ابداعيا متفردا يعزف من كل القلوب لحنا اسمه الوفاءوالعطاء …أليست صاحبة كتاب ويبقى الوطن فوق الجميع …
أليست تلك المبدعة التي لم تغرها بهارج الكون كله ومازالت تردد حبة تراب من وطني تعادل كنوز الدنيا…
اليوم ونحن نعيش النضال ووفاء الأمهات السوريات حري بنا أن نقف عند كتاب لها مهم جدا صدر منذ فترة عن الهيئة العامة السورية للكتاب وحمل عنوان :دمشق بيتي الكبير..
ودمشق هي الشام هي سورية ..هي الوطن كله هي بصمة على جدار الزمن ..أينما كنت فثمة دالية تظللك ..ثمة سنديانة تقيك ..وحور وبساتين الدنيا وزيتون الخلود ..دمشق البيت الدافىء الحنون قارورة العطر التي تفوح وتصل عتبة الدار…اي دار فيها …
تسع قصص في هذه المجموعة الاخاذة..
لكن ثمة قصة عنوانها ..عندما يحكي الوطن كتبت عام ١٩٨٢ وسجل في نهايتها انها كتبت في مشفى حرستا..اي مع ابطال جيشنا الباسل الذي تصدى للعدوان الصهيوني على لبنان وقدم الشهداء لتبقى راية الوطن ..راية الأمة العربية عالية خفاقة، في حين كان الآخرون يغطون بسبات عميق مازال… بل صار نومة الخاضعين الخانعين ..
ابطال الجيش السوري مازالوا على العهد والوعد من اول معارك الشرف في ميسلون إلى كل المعارك التي خاضها الأجداد والآباء والأحفاد كلهم على طريق البذل والفداء ..لم يتغير شيء بل ازداد اليقين بصوابية الموقف والعمل …
في مشفى حرستا عندما وصلت بطلة الحكاية وكان بانتظارها مدير المشفى جالت على الابطال الجرحى ..عندما اقتربت من السرير الأول حاولت بجهدها أن ترسم ابتسامة على وجهها لكنها رفعت يدها إلى قلبها الذي غار فغارت معه الكلمات.
يا اساطير حية من بلادي في كتاب المجد انتم العنوان..
لكنها ما استطاعت أن تتكلم وأمام الثاني أرادت أن تفتح فمها وتردد الكلمات التي تتوارد إلى خاطرها ..احبائي..في عالم الخلود انتم السكان..
لكنها أيضا ما استطاعت…
في الممر الطويل ثمة سيدة تنفجر ببكاء طويل سألها زميلها ..هل ابنها جريح ..هل فقدت غاليا ..انها الام الوحيدة التي تشهق وتبكي على هذه الصورة ..ما قصتها..
أجبته:قصتها يا صديقي مشكلة ليس لها ابن في المعركة تهتم به فكلهم صاروا أبناءها..نعم كلهم أبناؤها وأبناؤنا .
هذه قصة عندما يحكي الوطن ليست خيالا ولا هي شطحات أدب..هي الواقع وقد حدثت مئات المرات ..هل تذكرون ذاك الرجل الطيب منذ سنوات قليلة انتظر جثمان ابنه الشهيد ..طال الانتظار ولما يصل ..فقال لمن يتابع الامور :يا بني اعطنا اي جثمان معطرا بالفداء شامخا بالعلم السوري فكلهم أبناؤنا..كلهم سوريون ..كلهم افتدونا ..
هذا الوطن حين يحكي وهؤلاء هم السوريون مجد يتسامى دائما وابدا وبالجراحات يكبرون ..