صرح ترامب بأنه غير قلق من أعداد موتى الكورونا، فالتضحية بمئتي ألف متوفٍ ممكنة. ليست ذروة الموت في العالم هي التي تقلق ترامب، وليس وباء كورونا هو المقلق. لأن همَّ ترامب؛ هو كيف يمكن استغلال الأمور لصالح نافذة السياسة، التي يُدخِل منها المقترعون أصواتهم في صندوق انتخابه. ليثبت قدميه سياسياً لمرحلة ثانية. كما ثبتها اقتصادياً في انتخابه سابقاً. عندما وضع خزائن الخليج تحت قدميه ليرتفع على رؤوس شعبه. ويبعد شبح الترنح والتهاوي عن الاقتصاد الأميركي.
تمد أفكار الرجل مخالبها إلى سورية لأنه لم يستطع تجاوزها، ولم يحقق هدفه فيها. فظلت حاضرة حتى في أحلامه. هاهو يستأنف حربه الاقتصادية ضد سورية لينال أوراقاً أكثر في صندوق انتخاباته. مقنعاً شعبه بأن أهدافه فيها لصالح أمنهم القومي.
الرجل يحاول الوصول بالعالم إلى ذروة الموت،مع ارتفاع ذروة الخط البياني للوباء، ويسعى لامتلاك ذروة النفاق الأوروبي. يعلم أنه رياء ونفاق ولكنه يتكسب من ورائه زيادة في أوراقه الانتخابية. يتقبل النفاق الأوروبي (بمزاجه) مقابل حصار سورية وحلفائها، والدول التي لم تقبل أن تكون حديقة خلفية لسياسته، في حب قوة أميركا التي لم يصل إليها برأيه أي ممن سبقه من حكام منذ نشأة أميركا وتنامي غطرستها.
يزيد من حصاره لسورية، وتجاريه الدول الأوروبية. رغم اختناقهم وشعوب العالم وسورية جزء منها بوباء كورونا.. ترامب يقبض بيده على صنبور العقوبات يغلقه متى شاء، ويفتحه متى يشاء لإغراق أي دولة تمتد شباكه إليها. وأكثر صنابيره قوة في الإغراق ما يسمى قانون قيصر (سيزر) مستهدفاً فيه سورية. الذي تبتسم له دول الغرب، وتجاري فيه أميركا لأنها تستجدي وزنها السياسي منها.بعد أن جعلتها تلك مسرحاً لعملياتها الاقتصادية ومراكز لقواعدها العسكرية وتسويق كساد مستودعات أسلحتها.
أمسك ترامب بأوروبا كمصباح علاء الدين لتكون مارده والخادم المطيع المنفذ لرغباته. ترامب ينفث سمه من رأس الأفعى المتملك عقله المعتوه. تارة في قرارات لا إنسانية، تحرق نار سمه حقول قمحنا، فتبتلع جهد فلاحينا وتجعل من رغيفنا رماداً تذروه الرياح. وتارة بصورة لص يسرق النفط ليحرمنا وقودنا ويضيق علينا.
وأخرى ينفث سمه في حياة مواطنينا أفعالاً شيطانية وضائقة اقتصادية، ليزيد من معاناة الشعب السوري في غياب لحقوق الإنسان. التي يضرب بمؤسساتها ترامب عرض الحائط. حيث لا حقوق لمواطنيه الذين يعيشون في طبقية عنصرية واضحة. يقتل فيها شرطيه بدم بارد مواطناً أميركياً؛ على مرأى ومسمع العالم الصامت.
فاقت عنصرية ترامب وأمثاله داخل أميركا وخارجها كل الأساطير. وتصدى لها صمود الشعب السوري ولهمجيته، مقارعاً أسلحته الثقيلة وعناصر جيشه. تلون الرجل كما الحرباء ونفث سماً أكثر سميّة من الأفاعي وهاهو يلوح بقانون سيزر القاتل الصامت حتى اللحظة للشعب السوري. لكن السر السوري قلب عليه المجن.
ترى هل ستنفع ترامب ألاعيبه في وضع معادلة قادرة أن توصله إلى فترة رئاسية ثانية.. والشارع الأميركي في معظم ولاياته يشتعل ضد سياسته العنصرية مطالباً إياه بالرحيل. محطماً بثورته المرافق العامة، مستهدفاً بالحرق سيارات الأمن، التي تداهم المتظاهرين لتدهسهم. هاهو يستعين بالجيش المركزي ضد شعبه، الذي عاب استخدام الجيش في بلادنا ضد الإرهابيين .. ترى سيخمد ثورتهم ضد عنصريته ورجال دولته، التي تتصدر أخبار العالم. وطغت على خبر الكورونا. أم فلت العقال.
ما حاكه ترامب وسابقوه للعرب مستعينين برعاع الأرض، هاهو اليوم يذوق وأعوانه من ذات الكأس التي سقوا منها الشعب العربي في مختلف أقطاره.
ما علينا إلا أن ننتظر.. كم ستكون أعداد الموتى والقتلى في الشارع الأميركي…
شهناز صبحي فاكوش – إضاءات