ثورة أون لاين – يونس خلف:
لم تكن الحرائق التي اندلعت في حقول القمح والشعير في محافظة الحسكة مفاجئة لأصحاب الحقول لا سيما بعد التهديدات التي تلقوها من قوات الاحتلال التركي والأميركي و المرتزقة والمرتهنين لهذه القوات ، كانت التهديدات واضحة علنا إما أن يدفع الفلاح لهم نسبة من الإنتاج أو يقومون بالاستيلاء على كامل الإنتاج أو إضرام النيران بالحقول ، ولأن المشهد بات واضحا فإن كل الآراء والوقائع تؤكد أن اندلاع الحرائق سببه قيام قوات الاحتلال التركي والأميركي باستكمال الحرب الاقتصادية على سورية وإضرام النيران بحقول القمح والشعير التي تسببت بخسائر كبيرة للمزارعين الذين كانوا ينتظرون الحصاد خصوصا بعد موسم الأمطار التي وعدت بمحصول وفير هذا العام.
وأكثر من ذلك ثمة مصادر كشفت علنا من يقف وراء حرق القمح السوري منها ما نُشر في تقرير على موقع إنترناشونال بزنس تايمز بنسخته الصادرة في سنغافورة والذي يؤكد أن ( الحرائق التي تعرّضت لها حقول القمح في منطقة الجزيرة السورية نفّذتها القوات الأميركية بأوامر مباشرة من الرئيس دونالد ترامب) .
بالمحصلة فإن هذه الحرائق هي وجه من أوجه الجريمة المنظمة والتي تستهدف الأمن الغذائي للمواطن في سورية .
-الحرائق استهدفت معظم المناطق
مدير الزراعة بالحسكة المهندس رجب سلامة أوضح أن الكميات التي أتلفت وخرجت من دائرة الإنتاج نتيجة الحرائق تقدر بنحو
٩٨٦٥ هكتارا من القمح و٧١٠٠ هكتار من الشعير وأن الحرائق التي شهدتها محافظة الحسكة خلال الموسم الحالي أدت إلى تضرر مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بمحصولي القمح والشعير ، ويبين مدير الزراعة أن الوصول إلى الحقول التي تعرضت للحرائق صعب ،خاصة وأن هذه المناطق تقع تحت سيطرة قوات الإحتلال التركي ،وبعضها يقع تحت سيطرة ما يسمى بالإدارة الذاتية المدعومة أميركيا ولذلك يتم التواصل من قبل المديرية ووحداتها الإرشادية مع المواطنين بطرق مختلفة ومنها إرسال من يستطيع الوصول بدراجة نارية وأحيانا سيرا على الاقدام لمعرفة بعض المعلومات عن الحرائق.
ويضيف مدير الزراعة بأن أغلب الحقول المتضررة هي في منطقة أم مدفع خاصة أن المزروعات فيها تنضج بوقت مبكر عن غيرها من الأراضي ، إلا أن الحرائق شملت معظم المناطق ولا سيما الشدادي والحسكة والهول وتل تمر وتل براك وابورسين وراس العين وتقوم مديرية الزراعة بمتابعة يومية لموضوع الحرائق وذلك بحصر المساحات المحروقة ورفع تقارير يومية للوزارة ، ويشير مدير الزراعة إلى معدل الإنتاج الوسطي هذا الموسم للشعير ب ١٣٠٠ كغ للهكتار الواحد اما القمح فإن المعدل الوسطي تقريبا مابين المروي والبعل ٢٢٠٠ كغ للهكتار الواحد . ويقول مدير الزراعة أن المساحة المتضررة من الحرائق تزداد يوما بعد يوم وهناك مساحات لا يمكن الوصول إليها لمعرفة حجم ونسبة الضرر إلا أنه تم حصر بعض المساحات مؤخرا منها 100 دونم في قرية الذيبة على طريق عام الحسكة صفيا و70 دونما في قرية علوني على طريق عام الحسكة الدرباسية بالقرب من نقطة لقوات الاحتلال الأمريكي إضافة إلى 700 دونم في قرية الميلبية بريف الحسكة الجنوبي و25 دونما في قرية أم الكبر جنوب غرب الحسكة.
-يطالبون بالتعويض
محمد الخليف عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للفلاحين يرى أن هناك أيادي مرتهنة للاحتلال الأميركي تفتعل هذه الحرائق التي طالت عدة مناطق في محافظة الحسكة، مثل منطقة الشدادي، ومركز مدينة الحسكة وقرى تابعة لها، ومنطقة رأس العين، بالإضافة لجنوب منطقة القامشلي وأشار إلى أن الحرائق المفتعلة غير مشمولة بصندوق الكوارث الطبيعية إلا أنه بعد حصر وإحصاء المساحات التي تعرضت للحرائق في الحسكة، سيرسل الاتحاد العام للفلاحين كتابًا لمجلس الوزراء بهدف إيجاد صيغة لتعويض الفلاحين المتضررين من هذه الحرائق.
-وقائع ومشاهدات
في 16 أيار الماضي قامت قوات الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة التابعة بحرق محاصيل القمح والشعير في قرية العزيزية وامتدت النيران إلى الريحانية في ريف الحسكة شمالي تل تمر وفي 19 أيار الماضي اندلعت حرائق عدة في الأراضي الزراعية التابعة لقرى أم الكيف والدردارة والطويلة بريف تل تمر نتيجة اعتداء قوات النظام التركي بقذائف الهاون على المنطقة وذلك بعد ساعات فقط من تسبب حريق نشب بالقرب من نقطة للاحتلال التركي في ريف رأس العين باندلاع حرائق في حقول القمح والشعير في قرى المناجير والأهراس والعامرية وتل عطاش وعرات أبو بكر التابعة لمنطقة رأس العين بالريف الشمالي الغربي لمدينة الحسكة.
وفي 17 أيار الماضي قامت طائرة أمريكية بحرق 200 دونم من القمح في قرية عدلة الواقعة بين الحسكة ودير الزور بالتزامن مع نشوب نيران غرب بلدة مبروكة المحتلة من النظام التركي والواقعة غرب رأس العين شملت مئات الهكتارات من حقول القمح والشعير .
بالاضافة الى احتراق محصولالقمح في سبع قرى غرب مدينة ابو راسين.
ويروي أبو أحمد الذي خسر 200 دونم من أراضيه المزروعة بالقمح في ريف الحسكة أن مرتزقة الانظام التركي هي من تحرق الحقول
و أن جيش الاحتلال التركي يتعمد اطلاق النار على المحاصيل الزراعية وعلى المزارعين ويتسبب بحرق مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة .
ويقول فلاح خسر ١٥٠ دونما مزروعة بالشعير والعدس أن أحد أسباب الحرائق هي عدم رغبة الجهات المرتزقة المدعومة من اميركا وتركيا في تسويق الفلاحين محاصيلهم للدولة السورية التي أعطت سعرا مجزيا وهو أعلى من السعر الذي يدفعه سماسرتهم لكن ارضي لم تكن مزروعة بالقمح وإنما بالشعير ايضا حرقوه . ويؤكد أن الحرائق تأتي بعد أن يتلقى بعض الفلاحين تهديدات تخيرهم فيها ما بين دفع الجزية مقابل حصاد محاصيلهم أو إحراقها.
ويتحدث فلاح ( معظم ممن نلتقيهم يطلب عدم ذكر اسمه خوفا من استهدافه) عن احتراق مساحات زراعية في قريته بريف الشدادي بعد تحليق طائرات أميركية و أن سكان القرية كلهم شاهدوا الطائرات المروحية وهي تلقي بالونات حرارية فوق الحقول الزراعية ما أدّى لاحتراق مساحات واسعة من الحقول.