ثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة
إطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع واعتقالات بالمئات، هذا هو الوجه الحقيقي للديمقراطية المزيفة في بلد يدعي الديمقراطية،حيث تشهد جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجات لم تشهدها من قبل.
وجاءت هذه الاحتجاجات على خلفية مقتل مواطن من ذوي البشرة السوداء على يد شرطي، وتحولت إلى أحداث عنف بين المحتجين والشرطة.
الشرطة استعملت العنف المفرط ضد المتظاهرين على مقتل المواطن الأمريكي المنحدر من أصول افريقية، ووفقا لوسائل إعلام أمريكية شهدت الاحتجاجات رد الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع، كما سمعت أصوات إطلاق نار في مدينة دنفر عاصمة ولاية كولورادو خلال التظاهرات، في حين اشتد التوتر في ولاية أريزونا بين المحتجين وعناصر الشرطة.
وفي نيويورك أوقفت الشرطة 40 شخصا خلال الاحتجاجات، كما سحلت امرأة على الأرض وتم نقلها إلى سيارة الشرطة، وفي مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا اعتقلت الشرطة مراسل شبكة “سي إن إن” وفريقه أثناء تغطيتهم للاحتجاجات، ليتم إطلاق سراح 3 صحفيين بعد وقت قليل على الاعتقال، كما تم نشر أكثر من 500 عنصر من الحرس الوطني لحماية البنوك والأسواق والصيدليات في مواقع مختلفة من المدينة.
وانتشرت لقطات مصورة عبر مواقع التواصل الاثنين الماضي يظهر فيها شرطي يثبت “جورج فلويد” من ذوي البشرة السوداء على الأرض وهو مكبل اليدين لأربعة دقائق واضعاً ركبته فوق رقبته أثناء اعتقاله، فيما يقول الأخير أكثر من مرة “لست قادراً على التنفس”، ويظهر في الفيديو أن الضابط قد استمر في الوضعية نفسها رغم غياب فلويد عن الوعي، وتم فحص نبضه بعد حوالي ثلاث دقائق من توقفه عن التنفس، لينقل بعدها بواسطة سيارة إسعاف للمستشفى بعد أن فارق الحياة.
وأثارت المقاطع المصورة لمقتل فلويد غضبًا في مواقع التواصل الاجتماعي كما خرج الآلاف إلى شوارع مدينة مينيابوليس احتجاجًا على الواقعة التي أثارت غضب الشارع الأمريكي حيث امتدت الاحتجاجات على نطاق كبير وواسع بالرغم من إصدار ترامب أمرا بإطلاق النار على المتظاهرين واللجوء إلى العنف دون الالتفاف إلى الأسباب الحقيقية لتلك المظاهرات وسلوك إدارته العنصرية تجاه الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية والأقليات وخاصة الملونين، وهو بذلك يسعى لتسييس الأمور ضد السود في الولايات المتحدة وتحريض البيض عليهم الأمر الذي يشكل أعلى درجات العنصرية في سياسة ترامب الذي يدعي الديمقراطية والمساواة بين الشعب الأمريكي .
يمتد نطاق الاحتجاجات أكثر إلى كافة الولايات, وبدل محاولة الإدارة الأمريكية وترامب شخصياً امتصاص نقمة الشارع الأمريكي الثائر في وجه إدارته الفاشلة، يخرج علينا الرئيس مهدداً ومتوعداً المتظاهرين بإطلاق النار عليهم وزجهم بالسجون دون إعارة الاهتمام بالأسباب الرئيسية للاحتجاجات، وسالكاً الطريق العنصري وبث التفرقة بين الأمريكيين على أساس اللون والعرق، وهو بذلك يسعى لحرف الحادث واختزاله في نوع من الأعمال المنتهكة للعرف والمخالفة للقانون.
كما حاول ترامب ومازال يحاول وضع القيود على الإعلام الأمريكي وتوجيه هذا الإعلام وفقا لسياسته فهو مستاء ومتذمر من وسائل الإعلام, وأكبر دليل على ذلك هو اعتقال الشرطة لفريق “السي إن إن” أثناء قيامه بالبث المباشر للتظاهرات وأعمال العنف من قبل الشرطة الأمريكية وحملة الاعتقالات العشوائية.
ويتساءل الكثيرون ربما في جميع أنحاء العالم لماذا يفعل ترامب هذا بالشعب الأمريكي المنتفض في وجه إدارته؟ ولماذا يفعل هذا وهو من كان يشجع الآخرين ويؤيد الاحتجاجات في الدول الأخرى؟ لماذا يقتل المحتجين في بلاده ويطالب الجيش بإطلاق النار عليهم؟
وأخيراً من المستبعد جداً أن يصغي ترامب لتوصية الأمم المتحدة التي تطالب دوما بإنهاء جرائم قتل السود في الولايات المتحدة، وهيهات أن يصغي لأحد، وأصلا الأمم المتحدة ومعها الغرب يقفون متفرجين حيال ما يجري من انتهاك لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة التي تتجرع السم الذي سقته لغيرها.
المصدر press tv