ثورة أون لاين- دينا الحمد:
كلمة (قانون) هو ما تطلقه الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس العنصري دونالد ترامب على إجراءاتها العدوانية ضد الشعب السوري، والتي أقرتها تحت مسمى (قانون قيصر)، وكي تقنع الأميركيين وغيرهم بأن خطواتها مشروعة وغير مسيّسة، فإنها تصر على استخدام كلمة (قانون) إياها في إعلامها التضليلي من جهة، وتمررها على الكونغرس لتلبسها تلك العباءة المزيفة من جهة ثانية.
فما يسمى (قانون قيصر) المزيف لا يوجد فيه سطر واحد يمت للقانون الدولي ولا للقانون الإنساني بصله، ومن يقرأ ظروف إصداره وعباراته وطريقة إقراره يدرك هذه الحقيقة، بل يكتشف أكثر أن تفاصيله تدل على مهزلة أميركية جديدة ومسرحية جديدة ضد الشعب والدولة السورية، كما هي بقية المسرحيات الهزيلة كمسرحيات الكيماوي وحقوق الإنسان وغيرها.
فكل مسرحيات واشنطن واستخباراتها وإعلامها المضلل التي كانت تصنعها الدوائر الأميركية لاستهداف الشعب السوري واتخاذها الذريعة للعدوان على الدولة السورية كانت مسرحيات هزيلة بإخراجها، وتفتقر لأدنى الأدلة، بل تقوم على الفبركات واختراع الأكاذيب والاعتماد على شهادات الإرهابيين وتقارير خبراء المنظمات الدولية الذين توجههم كما تريد هي وبالحبر السري الذي توزعه عليهم.
وما يسمى (قانون قيصر) المزعوم لا يخرج عن هذا الإطار، بل إن حجم الأكاذيب الواردة في سطوره تتفوق بنفاقها وزيفها على ما جاء في غيره من خطوات أحادية أميركية وإجراءات قسرية، فمن كتبه يزعم أن هناك عشرات آلاف الصور التي توثق انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان في سورية، من دون أن يدرك أن كذبته ستفضح لاحقاً وسيظهر أن تلك الصور حدثت في بلدان أخرى ومنذ عدة سنوات، وبمجرد عرض الصور على الشبكة العنكبوتية ستظهر حقيقتها فوراً، كما كان واقع الحال أثناء بث صور مزيفة خلال سنوات الأزمة الأولى.
ما يلفت الانتباه في الإخراج الأميركي السيئ لتفاصيل (قيصر) المزعوم أنه يقوم ليس فقط على الصور المزيفة والكاذبة، بل على جملة من الأكاذيب الأخرى مثل الشهادات المزيفة والادعاءات المفبركة التي تم اختراعها وتلفيقها سلفاً لاستهداف الدولة السورية بعد فشل منظومة العدوان بقيادة أميركا على تحقيق أهدافها من خلال العدوان العسكري المباشر وتجنيد الإرهابيين لتنفيذ المهمة على مدى سنوات الحرب الإرهابية.
إن ما يسمى (قانون قيصر) إضافة إلى أنه يتعارض مع المواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني، فإنه يسعى إلى تجويع الشعب السوري وزيادة معاناته التي سببتها الحرب العدوانية الظالمة التي شنتها الولايات المتحدة وأدواتها وإرهابييها عليه على مدى عقد من الزمن، ناهيك عن أنه إجراء عدواني يعيق جهود السوريين في معركتهم لوقف انتشار وتفشي فيروس كورونا.
باختصار يمثل ما تسميه أميركا القانون انتهاكاً لكل قوانين العالم، وهو عبارة عن مسرحية جديدة كما هي مسرحيات الكيماوي وأخواتها، تم اختراعها كي تكون منصة للعدوان على سورية، واستمراراً للحرب العدوانية على شعبها، والتي تتلون بمختلف الأشكال، والهدف منها جميعاً هو تدمير الدولة ومؤسساتها ومحاولة خنق شعبها بالوسائل الإرهابية كافة.
وكي تصل واشنطن إلى أهدافها المشبوهة تلك فإنها تتخذ التضليل الإعلامي والإرهاب والحصار الاقتصادي الوسيلة لتحقيق أجنداتها الاستعمارية في سورية والمنطقة برمتها، لكن الشعب السوري سيطوي هذه الصفحة العدوانية الجديدة وسينتصر عليها كما انتصر على الإرهاب والغزو والاحتلال والحصار الجائر على مدى السنوات التسع الماضية، وما جرى في الميدان حتى الآن من تحرير معظم الجغرافيا السورية على أيدي أبطال الجيش العربي السوري وفي أروقة السياسة والدبلوماسية من نجاحات وانتصارات خير شاهد.