التحرك الحكومي الجماعي باتجاه سهل الغاب الخصيب بأراضيه وموارده وموقعه الاقتصادي المميز على خارطة الإنتاج الزراعي ، هو تأكيد جديد على صلابة القطاع الزراعي الذي كان ومازال واحد من أهم العلامات الفارقة والمميزة في قوة الدولة السورية، والمكون الأساسي في دعم الاقتصاد الوطني، والعنوان الأبرز في صمود سورية ضد كل أشكال الإرهاب الاقتصادي والسياسي والعسكري والإعلامي وليس آخرها الدوائي التي نتعرض له على الصعد والمجالات كافة، وصولاً إلى الغذائي الذي فشل كما سابقيه نتيجة نجاح العاملين في هذا القطاع الحيوي والهام جداً بعدم تسجيله غياب أو فقدان أي منتج ” استراتيجي أو رئيسي” خلال سنوات الحرب التسع على سورية ومارافقها من موبقات أميركية وأوروبية تنوعت بين العقوبات والحصار والمقاطعة والبلطجة.
قطار مشروع الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية في سورية انطلق تحت عنوان «الزراعة أساس الاعتماد على الذات» حقيقة على أرض الواقع لاستثمار كل شبر من الأراضي القابلة للزراعة في الإنتاج بشقيه النباتي والحيواني من قبل القطاعين العام والخاص ضمن خطط زراعية مدروسة وبرامج زمنية محددة، تقوم على نسف العراقيل والمعوقات والصعوبات “ما أمكن”، والتركيز على الزراعات الأسرية ومشروع المرأة الريفية والتربية الأسرية للدواجن والأسماك وتأسيس وحدات تصنيع الألبان والأجبان ووحدات تجميع متنقلة لها باعتبارها ذات جدوى إنتاجية واجتماعية وتنموية لا تقل أهميتها ودورها وحضورها ونتائجها عن المنشآت الإنتاجية الضخمة الصناعية منها والسياحية والتجارية.
هذا كله يحتاج إلى شراكة حقيقية فاعلة ودائمة.. شراكة من نوع خاص مع الفلاحين والمنتجين الزراعيين لنيل علامة التطبيق العلمي والعملي لهذه الاستراتيجية “الواقعية الملبية لمتطلبات تنمية المنطقة وأهلها بمختلف المجالات الزراعية والعمرانية والتنموية” كاملة غير منقوصة والانتقال ليس إلى البدء بتنفيذ مرحلتها الثانية فحسب وإنما لتعميمها على باقي المناطق، لتحقيق التكامل المأمول، وكسر طوق الحصار المفروض.
الكنز – عامر ياغي