لم يتمكن صدى وحيد من أسرنا، الأصوات الإبداعية المتعددة التي عايشناها فيما مضى..لكتاب ومفكرين كثر هي التي أعادت تشكيل آرائنا، انشغالنا بمبدع ما لفترة لايوقعنا أسرى صوته، اذ سرعان ما نتعرف إلى آخر، لنعيش مقارنات وجدل فكري يطول ويقصرحسب اهتمامنا…
خلال تنقلاتنا، لم يتمكن مبدع مهما كان مستواه من حجب أو التغطية على آخرين، لطالما أمتعتنا التعددية، وأغنت تجربتنا..
في أذهاننا أو حتى في نقاشاتنا مع الآخرين كان الجدل أو الصراع الفكري لصالح الفكرة الأقوى..الحالة الإبداعية الأهم…
في وقتنا الحالي وبعد كل هذا العصر التكنولوجي، يتصدرصراع من نوع خاص، تعيشه كل هذه الفنون بأصواتها المتعددة، بتنوعها…بغرابتها أحياناً..
ولكن لصالح من..؟
بالتأكيد ليس لصالح المتلقي، بل لصالح شركات أو مواقع..هي التي تصنع أو تصدر إبداعاً ومبدعين على مقاس عصر مختلف..
قد لا تجوز المقارنة مع اختلاف العصر، والأدوات..ولكن احتمالية مقاربتها مع المتلقي هي التي يمكن أن تحرك أسئلة تتشابه، باعتبار أن آلية التلقي البشرية، قد تتغير مع الوقت، بسبب كل الضخ الخارجي الذي يمارس عليها، لكن الأسس قد تبقى..
حالياً نعيش استقلالية حيث لكل قارئ رؤيته وجداريته الالكترونية، التي يكتب عليها، يتساوى مع مبدعين في هذه الصفحة الفيسبوكية أو أياً كان نوعها..
وكل هذا المزج بين العادي والإبداعي..يخلق اختلاطا و تعددية تفرض سطوتها في عالم، لايسمع أو يقتنع .. كثر فيه سوى بصوتهم الخاص.
شتان بين إبداع الأمس… وصوته الذي يتغلغل فينا، وبين تلك الأصوات الهادرة.. التي كلما علا ضجيجها تعبرنا بصمت.. حتى إن استمع إليها البعض، سرعان ما تتساقط قبل أن تصل إلى أي عمق.. لدى متلق تبدو إرادته في تتبع فيض الضخ المعلوماتي مترنحة تقترب وتبتعد.. غالباً دون أدنى تأثر..!
سعاد زاهر