ثورة أون لاين- ترجمةختام أحمد:
كنا نعتقد أن الأمور في الولايات المتحدة لا يمكن أن تزداد سوءا مع أكثر من 100000 حالة وفاة جديدة بسبب COVID19 فقط.
لكن يبدو أن البلاد مشتعلة وغاضبة بسبب سلسلة من الحوادث العنصرية التي ارتكبها كثير من ضباط الشرطة الذين نادراً ما تمت معاقبة أحد منهم بسبب جرائمهم.
إن العنصرية في الولايات المتحدة قديمة قدم الدولة نفسها، ومع ذلك فإن الموت الرهيب لجورج فلويد الذي قتل خنقاً من قبل شرطي أبيض من مينيابوليس، صدم ضمير الرأي العام الأمريكي والعالم كله.
اعتمد الاقتصاد الاستعماري للولايات المتحدة إلى حد كبير على عمالة السخرة الأفريقية، واعتبروا عبيداً دون البشر، حتى ان إنسانيتهم المزعومة كُتبت فقط في دستور الولايات المتحدة الذي يفترض أنه صدر في عصر التنوير حيث تم التعامل مع العبيد على أنهم ثلاثة أخماس البشر.
قامت الحرب الأهلية حول قضية العبودية وتم إلغاء الحكم السابق فقط، وكانت النتيجة التعديل في البند الثالث عشر من الدستور عام 1865 المتعلق بالعمالة، ومع ذلك فقد استمر التمييز في ممارسات الاستعباد لكثير من الرجال والنساء في الولايات المتحدة.
ومن المفارقات أن الحزب الجمهوري تأسس عام 1854 لمناهضة الرق، ولكنه الآن بقيادة رئيس يصف النازيين الجدد بـ “الأشخاص الطيبين” ويكره الأقليات، باستثناء الأغنياء الذين يمثلون واحدا في المائة فقط.
ظهرت العنصرية أيضًا في معاملة العمال الصينيين الذين هربوا من الفقر (1644-1911) للبحث عن حياة أفضل في الولايات المتحدة في كاليفورنيا في منتصف القرن التاسع عشر، وهم من قاموا لاحقا” بأعمال شاقة في بناء السكك الحديدية العابرة للقارات.
كانت مكافأتهم التمييز الشرس الذي بلغ ذروته في قانون الصفحة التمييزي لعام 1875 الذي حظر هجرة النساء الصينيات، وقانون الاستبعاد الصيني لعام 1882 الذي يحظر هجرة جميع العمال الصينيين، وقانون المنطقة المحظورة الآسيوية لعام 1917وظلت هذه القوانين سارية حتى القرن العشرين، أيضا كان الأمريكيون الأصليون ضحايا العديد من الحروب والمعاهدات التي تم خداعهم بها.
على الرغم من الجهود للبعض لايزال هؤلاء والكثير من الأشخاص الآخرين يعانون مما يسميه معهد الأبحاث الحضري، ومقره واشنطن، “المعهد العنصري”. لقد واجهوا مجموعة واسعة من التمييز العلني والسري في المجالات الحرجة مثل التعليم والتوظيف والرعاية الصحية والإسكان، ما يجعل من المستحيل تقريبا” على الجميع تحقيق الحلم الأمريكي باستثناء قلة منهم، وكما قالت شبكة حقوق الإنسان الأمريكية: “يتخلل التمييز في الولايات المتحدة جميع جوانب الحياة ويمتد إلى جميع المجتمعات الملونة”، ولاتزال الكراهية العنصرية منهجية حتى بعد قرنين ونصف من تأسيس الولايات المتحدة.
وفي الجائحة الأخيرة COVID 19 نلاحظ أن نسبة الوفاة في أمريكا من السود أكثر بـ 2.4 مرة مقارنة بالبيض، في أريزونا يبلغ معدل وفيات الأمريكيين الأصليين ” وهم من السود ” ثمانية أضعاف من البيض من بين جميع المجموعات العرقية في الولايات المتحدة، كما أن معدل الفقر بين السود 20.8 في المائة والأمريكيين الأصليين 23.7 في المائة، وكانت النسبة بين البيض 8.1 فقط في 2018.
وكان معدل السجن لكل 100000 شخص في عام 2018، 592 بالنسبة للسود،و401 للأمريكيين الأصليين، و 157 للبيض.
في المقابل فإن الصين في طريقها للقضاء على الفقر المدقع وبناء مجتمع مزدهر باعتدال من جميع النواحي بحلول نهاية هذا العام، وقد انتشل بالفعل نحو 800 مليون شخص من براثن الفقر، أيضا احتوت الصين إلى حد كبير من انتشار الفيروس التاجي الجديد واستأنفت النشاط الاقتصادي، بينما في الولايات المتحدة لم يتم احتواء الوباء إلى الآن بسبب عدم كفاية الاختبارات وملاحقة المرضى والعلاج، والأسوأ من ذلك انسحبت الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية.
يبدو أن الولايات المتحدة مشتعلة بعد مقتل فلويد، وتمت تعبئة القوات لإخضاع المتظاهرين الغاضبين، ليس هذا بالتأكيد ما يتوقع العالم رؤيته في بلد يقول إنه القوة العظمى الوحيدة في العالم، ولكن للأسف هذا هو واقع الولايات المتحدة.
بقلم: هارفي دودين
المصدر CHINA DAILY
