تنافق أميركا.. تكذب وتكذب وتكذب.. ولكنها تناقض نفسها بنفسها لتفضح أكاذيبها في نهاية المطاف.
ونحن السوريين ندرك تماماً من هي أميركا، وماذا فعلت ومازالت لإرهابنا وسرقتنا وتدمير منجزاتنا، وإلا ما معنى إصرارها على المضي قدماً في نهجها العدواني وإرهابها الاقتصادي تحت مسمى (قانون قيصر)، سوى أنها تعبر عن نزعتها الإجرامية، وتعتبر نفسها فوق كل القوانين الدولية، وخارج كلّ القيم الإنسانية والأخلاقية؟.
من قتل الأطفال والنساء والشيوخ في أرياف الجزيرة وحلب ومعظم المدن والقرى السورية؟
ومن دمر محافظة الرقة عن بكرة أبيها؟ ومن جند الإرهابيين واستقدمهم إلى سورية؟ ومن أمّن الغطاء للدواعش وعمل على تهريبهم ونقلهم من مكان إلى آخر؟ ومن لفق الروايات والمزاعم؟ ومن استثمر بدماء السوريين؟ ومن ومن.. أو ليست أميركا؟!
لا حاجة للاستنتاج والتحليل، أو مطالعة أحداث التاريخ وإسقاطها على تطورات المشهد الميداني الراهن، لنوقن تماماً بأن الأميركي هو رأس الأفعى السام، وما يسمى قانون قيصر هو خير مثال، فكيف لنا أن نقرأ إصرار الأميركي على محاربة السوريين في لقمة عيشهم، وحرمانهم من أبسط حقوقهم في الغذاء والدواء، بعد أن عجز في الميدان، وأُحبطت كل سيناريوهاته العدوانية بهمة حماة الديار، وتضحياتهم في الميدان، وتوهم أن شرعنته لهذا الإجراء العدواني قد يمكنه من الوصول لغاياته الخبيثة؟.
ما يسمى المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري لم يجد أي غضاضة من التفاخر بسلوك إدارته العدائي، القائم على العربدة والبلطجة، فأكد لمن لديه شك بأن تراجع سعر العملة السورية كان نتيجة لإجراءات بلاده الإرهابية، لينطبق عليه المثل القائل: (وشهد شاهد من أهل الإرهاب والإجرام)، وإن كنا نعي تماماً بأن كل ما شهدته سورية من أحداث إرهابية دامية، ومن تجنيد للإرهابيين، وحرق للمحاصيل الزراعية، وسرقة النفط والغاز والآثار السورية، كان دائماً وأبداً أميركي التخطيط والتنفيذ والإشراف والإيعاز، وبالتالي لم نكن بانتظار المجرم جيفري ليعترف بجريمة بلاده.
يخطئ ترامب كثيراً إذا ظن أن ما يسمى قانون قيصر سيلوي ذراع السوريين، أو يؤثر في معنوياتهم، ففي عرف السوريين وقواميسهم لا يوجد كلمة استسلام أو تراجع أو هوان، فمن صمد نحو عشر سنوات بوجه الإرهاب الأميركي العابر للقارات، وما أفرزه من اعتداءات يومية استهدفت حياة وأمن السوريين، سيتابع طريقه النضالي حتى إنجاز النصر الكامل.
ريم صالح – نافذة على حدث