ثورة أون لاين:
اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن أسلوب الصمت المطبق الذي اعتمده الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التعامل مع جريمة قتل جورج فلويد على يد الشرطة وحديثه عن مختلف القضايا والأمور باستثناء العنصرية وتاريخها المتجذر في الولايات المتحدة أشعل فتيل جدل شعبي واسع في غياب موقف رسمي واضح من قبله وتركيزه فقط على الاقتصاد وكأنه العلاج الوحيد لكل المشكلات.
وفي هذا الإطار بينت الصحيفة الأميركية أن تصريحات ترامب منذ قتل فلويد لم تذهب أبعد من قمع الاحتجاجات وتهديد المتظاهرين ضد العنصرية ولم يحدث مرة أن تطرق إلى المشكلة الأساسية التي جعلت عشرات آلاف الأميركيين يخرجون إلى الشوارع بشكل يومي منذ الـ 25 من أيار الماضي للتظاهر والتنديد بجرائم الشرطة بحق الأميركيين المتحدرين من أصول إفريقية ما فتح مجالاً واسعاً أمام انتقادات لاذعة لفشله في التعامل مع تداعيات أحدث جرائم الشرطة وتغريداته التي صبت الزيت على النار وأججت الغضب الشعبي داخل الولايات المتحدة وخارجها لما حملته من خطاب عنصري واضح المعالم.
وفي سياق متصل أكدت رئيسة بلدية مدينة أتلانتا في ولاية جورجيا كيشا لانس بوتومز في تصريحات نقلتها الصحيفة أن صمت ترامب حول مشكلة العنصرية وطريقة تعامله مع المحتجين أدت إلى “محادثات وجدل شعبي واسع” كأحد التداعيات لمقتل فلويد وقالت إن “مثل هذه المحادثات يجب أن تجري دون حضور ترامب لأنه إذا كان موجوداً سيصبح حديثا مع رجل مجنون ولن يعني أي شيء”.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب تجاهل عمداً الحديث عن العنصرية والسبب الرئيس وراء الاحتجاجات التي تحولت إلى قضية رأي عام وامتدت إلى مدن وعواصم عالمية كثيرة وحاول التغطية على ما يجري بالحديث عن الاقتصاد وما يحققه من تقدم مزعوم مبينة أن المحتجين الذين تدفقوا إلى الشوارع بعد قتل فلويد يريدون أن يعرفوا كيف يخطط ترامب للتعامل مع العنصرية الممنهجة في الولايات المتحدة وما هو رأيه الشخصي إزاء الأمر لكن مطلبهم هذا لم يتحقق فخلال مؤتمر صحفي طرح هذا السؤال عليه فما كان منه إلا أن صاغ الإجابة من خلال منظور اقتصادي بحت معتبراً أن تحقيق نمو اقتصادي سيحل مشكلات المجتمعات الأمريكية المتحدرة من أصول عرقية مختلفة.
تاريخ ترامب المليء بالمواقف والتصريحات العنصرية لا يخفى على أحد ولم يخفف وصوله إلى البيت الأبيض حدة هذه التصريحات أو يلجمها بل على العكس ففي خضم حملته الانتخابية عام 2016 أعلن بوضوح أنه “ليس لديه ما يخسره تجاه الناخبين الأمريكيين من أصول أفريقية وأن المناطق التي يسكنها الأمريكيون السود قذرة وشديدة السوء” ورغم مضي سنوات على ذلك لم يتوقف عن إثارة الجدل بتغريداته العنصرية ومواقفه السياسية إزاء الأمريكيين من أصل افريقي بمن فيهم النائبات الديمقراطيات الأربع اللواتي ينحدرن من أقليات مختلفة وأطلق ترامب ضدهن سلسلة من التغريدات العنصرية العام الماضي وطلب منهن العودة إلى بلدانهن الأصلية ما أثار انتقادات واسعة.