ثورة أون لاين-عمار النعمة:
يكتب بأروع المشاعر بل أجلها وفاء وصدقا، في قصائده نوافذ من نور، ورسائل من خيوط الزمن، هو في الشعر كالنهر يفيض خيرا ولايغيض . عصامي شاحذا هممه، يقف عند الحاجة للوقوف، فالشعر عنده لايتعافى إلا بخروجه من سطوة التحديد نحو رؤى أبهى وأجمل.
سليمان السلمان شاعر سوري عضو مجلس اتحاد الكتاب العرب وعضو جمعية الشعر له أكثر من عشرة دواوين منها “جزر النار وحنان الخزامى وجراح المسرات” ، جديده مجموعة شعرية بعنوان (صادق هواك) صدرت عن الهيئة العامة السورية للكتاب ب119 صفحة من القطع المتوسط .
تضمنت المجموعة عدداً من القصائد عكست حالات اجتماعية وإنسانية وقد احتفت بالحب والوطن والإنسان والجمال.
في قصيدته “صادق هواك” التي حملت اسم المجموعة ثمة مشاعر تخترق القلب والعقل وأنت تقرأ، فهو يحمل الوطن وشما أزليا في حنايا القلب،فتتدفقت زلال ينابيعه ليصوغ أجمل العبارات والأفكار والصور .
سورية العشق هذي أرضها وطني
أموت فيها هوى مهما دمي قاسى
ورمز حبي سماء كلها ألق
نجومها شهداء الحق أعرفهم
فكل نجم غدا للشعب نبراسا .
أما في قصيدته (إذا وَرَدتكَ الرياح) فنقرأ مفردات غزله بإمعان،فخلفيته المتراكمة من سحر وتراتيل وإبداع فرضت الانسجام في اللغة، وجعلت قوافيه المتلازمة تغني القارئ اهتزازا والسامع طربا .
حبيبي إذا وَرَدتك الرياح ..
وكانت ينابيعك الحب .. فاضت غراماً ..
يوزعه القلب في كل ساح
ودرت على كرةٍ من جنون الأماني
تُعطرها ذكريات الصباح
تنادت على من ينام بحلمٍ
تيقظ .. هنا الورد في قبلات الندى
لاينام على شعلة من فضاء اللهيب
يهدهدها في السماء جناح .
وبعنوان لافت وجميل يكتب قصيدته (نلقاك رمزاً) ليرتفع مستوى النص الشعري، كيف لا وهو يكتب عن من طهروا الأرض بدمائهم وقداستهم اللامحدوة، وليؤكد أن دم الشهيد تطول به عزة الأمة وعنفوان مجدها فيقول :
أشرق بقدسك ياشهيد .. فالنور يسطع في بهاك
يارمز آمال الوجود.. إني بآلامي أراك
نوراً يضيء الأفق في وطني
يسجل في العلى مجد الخلود .
لاشك أن في شعره رسائل استنفار واستنهاض لتصوغ الأحلام والأقلام للأجيال ، فمن يقرأ قصيدة (لاتكسروا الحصار) يدرك أن السلمان استعمل مايمتلك من الروح للقتال دون التفكير إن كان سيربح او لا لأنه في الشعر لايخسر .
لا تكسروا الحصار ..اكسروا قيودكم
فكلكم محاصر … خطوط سيركم
حروفكم والكتب والمنابر
خطاكم العجفاء والمعابر
ما عندكم درب لكم
جميعها تودي بكم
تفرقوا واجتمعوا
قراركم مصادر.

السابق