حوران.. الغاب.. الجزيرة.. كل السهول السورية الخيرة، والأراضي الزراعية الخصبة، تؤدي إلى التنمية الزراعية الكاملة ـ المتكاملة التي رسمت الدولة خريطة طريقها بالشراكة الحقيقية والإستراتيجية مع الفلاح والأسرة الريفية، مشكلين بذلك ثالوث قوة ونجاح وصمود قطاعنا الزراعي النباتي الذي كان ومازال العلامة الفارقة والمميزة في تحقيق اكتفائنا الذاتي “من المحاصيل الإستراتيجية والرئيسية” وأمننا الغذائي على الرغم من كل ما تعرض له من ويلات الإرهاب الوهابي والأميركي “الحرق والسرقة والإتلاف المتعمد”.
قصص النجاح التي تتم كتابتها في كل موسم زراعي “صيفي وشتوي وربيعي” بحقولنا ومزارعنا وبيادرنا، تؤكد صوابية ونجاعة الرؤى والاستراتيجيات والخطط وسلم الأولويات الاقتصادية التي تصدرها القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وتدفعنا جميعاً للتأكيد على ضرورة زيادة ومضاعفة جرعات الدعم التي تقدمها الدولة لهذا القطاع للتخفيف ما أمكن من التداعيات السلبية المحتملة التي سيفرضها تطبيق ما يُسمى “قانون قيصر” الذي لا يمت بصلة إلا لشريعة الغاب واللصوص والبلطجية والإرهاب الاقتصادي الموصوف القائم على العقوبات والحصار والمقاطعة البربرية ـ الشيطانية.
هذه واحدة فقط من أوراق نجاحنا في قادمات الأيام، وهنالك أوراق كثيرة صناعية وتجارية ودوائية ورقابية، تضاف جميعها إلى قوة وعزيمة وصبر وإيمان المواطن، بعيداً عن الفقاعات التنظيرية، والرؤى الضبابية، والخطط العشوائية التي يتفنن البعض بإطلاقها والترويج لها وتسويقها إعلامياً “وفيسبوكياً”.
فجريمة الحرب “الاقتصادية” التي يقودها الأرعن والمتهور والغبي ترامب، تحتاج منا مجتمعين لا منفردين “عام ـ خاص ـ مشترك” الوقوف وقفة رجل واحد وعلى قلب رجل واحد، كالبنيان المرصوص في وجه رياح قانون قيصر الذي سيصوب باتجاه لقمة عيش ودواء المواطن ومشتقاته النفطية سهامه الحاقدة السامة، التي ستضل أهدافها وتبوء في تحقيق غاياتها، بوجود من كان بها عليماً وخبيراً من أصحاب القرار، وأهل الخبرة والاختصاص، والتفاف الكبير قبل الصغير حول هدف واحد، ووقوفهم جميعاً صفاً واحداً، ونسف كل الأجندات والمصالح الشخصية الضيقة.
الكنز- عامر ياغي