ثورة أون لاين_ عمار النعمة:
(نظرية الأنواع الأدبية ) عنوان كتاب صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب- تأليف ك.فانسان- ترجمة عبد الرزاق الأصفر ب263 صفحة من القطع الكبير
يستعرض المؤلف كل الأنواع الشعرية والنثرية في سياق تطورها التاريخي الطبيعي من عهد هوميروس إلى أعتاب القرن العشرين،في بحث متأن رصين موثق بالشواهد ومُضاء بالتعليقات، إضافة إلى سياق آخر تقني فني يعنى بماهية النوع الأدبي وقواعده ومقوماته المميزة .
كيف نشأت الأنواع الأدبية ثم نمت وتفرعت وتطورت واكتملت، ثم زال بعضها أو شارف على الزوال لتنشأ أنواع جديدة؟
تلك قصة الكتاب الذي ينظر إلى الأدب نظرته إلى كائن طبيعي تنطبق عليه كل شروط الحياة، وبالتالي يخضع للعلم والدراسة والموضوعية.
تضمن الكتاب ثلاثة أبواب ..الأول : تعريف الأنواع الأدبية – مميزاتها الخاصة – قوانينها،وهي حسب الكاتب تؤلف أصنافاً أو زمراً تندرج ضمنها أعمال النفس الإنسانية شديدة التعقيد والتنوع، وهكذا يبدع بعض الشعراء الملاحم، وبعضهم القصائد الغنائية، وآخرون المسرحيات المأساوية وغيرهم الشعر التعليمي.
الثاني الشعر : حيث يختلف الشعر عن النثر في الشكل (من حيث الأسلوب والأبيات) وفي المضمون (من حيث الأفكار المعالجة والملكات النفسية الفعالة) ويتناول الكتاب الملحمة التي هي شعر قصصي بطولي قومي غرائبي، ونظام الملحمة والملحمة البدائية أو العفوية والملحمة المدروسة أو المقلّدة، ليذهب إلى الشعر الغنائي بالمفهوم الحديث والمفهوم القديم…
أما الثالث فهو النثر: وفيه يتناول التاريخ بمعناه الواسع وأقسامه: التاريخ العالمي – العام – الخاص – القديم – القرون الوسطى – الحديث – المعاصر .. بالإضافة إلى العلوم المساعدة للتاريخ : كعلم الآثار والنقوش والخطوط ونقد المصادر وعلم التاريخ الزمني . .
وجاء في كلمة المترجم: الكتاب بحث منهجي أكاديمي في الأنواع الأدبية،يعرضها في منظور التطور الطبيعي، فيعالجها من حيث الأصل والنشوء والأجناس والفروع، والمقومات التقنية والفنية والتاريخ التطوري خلال العصور … قسم المؤلف الأدب إلى شعر ونثر،ثم قسم الشعر إلى أنواع هي الملحمي والغنائي والمسرحي والتعليمي،وقسم النثر إلى أجناسه، وهي النثر الخطابي والتاريخي والروائي والتعليمي والرسائل, ومع استقائه من المصادر اليونانية واللاتينية اتخذ من القرن السابع عشر مادته من الأدب الفرنسي, أجناسه وأعلامه ونقاده، دون الخروج من المعطيات النقدية الأوروبية التي تلتقي خطوطها العامة ونتائجها إلى مايقارب الإجماع العلمي والعالمي.
التزم مؤلفه الكلام على التطور المتواصل في كل نوع, لا من خلال الثورة والانقطاع والطفرة، وراعى الاتصال بين الأنواع إلى جانب التميز والاستقلال والاستمرار التطوري بين ما كان وما هو كائن تمهيداً لما سوف يكون, وعلى صفحات الكتاب تمت المصالحة بين الماضي والحاضر، والتقليد والحداثة ضمن منظور التطور الذي لايسقط حلقة من الحلقات فإذا بهوميروس وأرسطو يلتقيان هوغو وبرونتيير وإيميل فاغيه.
ويختتم بالقول: صحيح أن عمر هذا الكتاب مائة عام، ولكن قِدمه لايحرمه القيمة العلمية الثابتة والفائدة الثقافية، والذهب يبقى ذهباً مهما توالت عليه العصور