إنها العنصرية.. تتجلى بأشكالها المتعددة، فلا خلاف بين الضغط على رقبة مواطن أميركي أو أوروبي من الملونين حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، مثلما حدث لجورج فلويد، والضغط على الشعب السوري سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وآخرها القانون الذي صاغه صهاينة البيت الأبيض وسموه زوراً وبهتاناً قانوناً، كملحق للحرب الإرهابية المستمرة منذ أكثر من تسع سنوات.
إلا أن الخلاف الوحيد والثابت هو أن السوريين صامدون في وطنهم كالجبال تفتت الأعاصير العابرة، ولا ترهبهم دفقات عنصرية الغرب، حتى وإن غلفها بشعارات الحرية والإنسانية المزيفة، لدسها كالسم في دواء أطفال سورية.
ليست جديدة على السوريين حروب الحصار والعقوبات الاقتصادية، والتي ما انفكت الولايات المتحدة الأميركية ومعها أوروبا تستخدمها كسياسات ثابتة لها ووسائل ضغط على سورية منذ عشرات السنين، لثنيها عن مواقفها الوطنية والقومية وبالأخص موقفها من قضية فلسطين، غير أن هذه السياسات العدوانية تلاشت مع الزمن وبقيت سورية دولة مستقلة مرفوعة الرأس بقرارها الوطني.
فالإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب الحالية لا تأتي من خارج سياق الحرب الإرهابية التي تقودها واشنطن منذ سنوات، بالتعاون والتنسيق مع الكيان الصهيوني ونظام أردوغان وأنظمة المطبعين في الخليج، بل هي انعكاس لفشل المشروع الإرهابي الأميركي، ونتيجة مباشرة للانتصارات السورية المتواصلة عليه في كل الميادين، وخاصة أننا أصبحنا قاب قوسين من إعلان دفن هذا المشروع القذر إلى الأبد في الأرض السورية بأيادي الجيش العربي السوري.
وكسابقاته سيذهب ما يسمى “قانون قيصر” الأميركي العنصري إلى مزبلة التاريخ، وسيبقى فقط كصفحة سوداء في تاريخ المجتمع الدولي الذي أغمض عيونه عن كل الجرائم التي يرتكبها النظام الأميركي في سورية والمنطقة والعالم، وحتى في الولايات المتحدة نفسها.
نافذة على حدث- راغب العطيه