في ظل إحجام القطاع الخاص عن التشاركية والاستثمار بالشركات الصناعية الاعتماد على الذات باستثمار فوائض المؤسسات وخبراتها هو الحل
ثورة أون لاين – وفاء فرج :
تحقق بعض المؤسسات العامة التابعة لوزارة الصناعة فوائض في أرباحها في ظل تعثر البعض من الشركات التي تحتاج إلى إعادة تأهيل وتطوير خطوط إنتاجها وتنتظر مستثمرا من هنا أو هناك وحتى وإن وجد فإنه يقوم بفرض شروطه وأحياناً يتلكأ في التنفيذ، وصولاً إلى القضاء دون الوصول إلى الهدف المنشود في تطوير هذه الشركات ولكن السؤال المطروح ما الذي يمنع استثمار هذه الفوائض في إعادة دوران عجلة هذه الشركات بدلا من تركها متعثرة أو متوقفة ؟
فإذا كنا نمتلك ليس فقط الفوائض المالية وإنما الخبرات والكفاءات الممتازة في شركاتنا التي تحتاج لمن يكتشفها ويأخذ بيدها ويوظفها بما يحقق قيمة مضافة لخبرتهم وتحويلها إلى قيم مالية من خلال إعادة دوران عجلة الإنتاج لهذه الشركات، ناهيك عن توفير رؤوس أموال ضخمة على الخزينة العامة خاصة وأن هذه الكقاءات لا تنقصها الخبرة والتجربة ومن هذه الكفاءات المهندسين الذين وفروا الملايين على الدولة بإصلاح الأعطال التي حدثت في مصفاة بانياس، ومهندسي اسمنت طرطوس الذين قاموا بإصلاح الأعطال في إسمنت عدرا التي كانت تحتاج لإصلاحها عشرات الملايين .
إن استثمار الفوائض سيعيد الشركات للإنتاج والربح والأخذ بيد غيرها من الشركات خاصة وهذا ما نحن اليوم أحوج إليه ألا وهو الاعتماد على الذات واستثمار كافة إمكانياتنا ليس فقط الصناعية وإنما الزراعية في مواجهة العقوبات وما يسمى بـ قانون قيصر الظالم بحق الشعب السوري، وخير دليل على ذلك هو التعاون المثمر بين المؤسسة العامة للإسمنت والمؤسسة العامة الهندسية لجهة استثمار الإمكانيات والخبرات الفنية الموجودة في شركة الإنشاءات المعدنية العامة التابعة للمؤسسة الهندسية في إعادة تأهيل الفرن الأول والثاني في شركة اسمنت عدرا والتي بلغت كلفتهم حسب ما أفادنا به مدير شركة اسمنت عدرا المهندس محمود نصر نحو مليارين ليرة بطاقة إنتاجية تصل إلى ٧٦٠ طنا، علما انه تم سابقاً إبرام عقد مع القطاع الخاص لإعادة تأهيل الخطوط الإنتاجية منذ العام ٢٠١٥ إلا انه لم يتم تسجيل أي عمل ملموس على هذه الخطوط حتى تاريخه وان كل ما تم تنفيذه هو بتمويل ذاتي من اسمنت عدرا واستثمار الخبرات الفنية الموجودة في شركة الإنشاءات المعدنية .
لقد أثمر هذا التعاون بين الشركتين إلى إعادة تشغيل الأفران بطاقتهم المتاحة ولو تم ذلك منذ تاريخ التعاقد مع القطاع الخاص لحققت الشركة أرباحاً بدلا من فوات الإنتاج طوال تلك الفترة واستثمرت في تطوير شركات أخرى كاسمنت طرطوس أو غيرها .
وعن الوضع الفني للخطوط أشار إلى انه ومن خلال تجربة تشغيل الفرن الأول التي بدأت منذ شهر ١٢ العام الماضي وحتى الآن فأنه يعمل بشكل جيد ومستقر فنيا وتم الإقلاع منذ ثلاثة أيام في الفرن الثاني والمعطيات تفيد بأن الوضع الفني جيد جدا وسيتم معايرته وحساب إنتاجه الفعلي مع تأكيده أن اسمنت عدرا أثبتت وجودها وبتوجيه من وزير الصناعة لرفد السوق بالإسمنت حيث أنتجت فقط خلال عطلة عيد الفطر نحو ١٣٦٠٠ طن بقيمة ٥٨٠ مليون ليرة ما يشير إلى أن الاستثمار المجدي لخبراتنا وفوائضنا المالية حقق نتائج أكثر من ايجابية تشجع على المتابعة في هذا الطريق، حيث توقع نصر أن تحقق الشركة نتائج ايجابية على صعيد الإنتاج وتصريف كامل مخزونها من مادة الكلنكر لتتمكن لاحقا من مساعدة شركات القطاع العام المنتجة للإسمنت في تصريف مخازينها المتراكمة والتي تقدر قيمتها بعشرات المليارات، معتبرا أن تجربة تأهيل خطوط إنتاج الشركة بالتعاون مع الشركات الصناعية جيدة وأننا بحاجة دوما لتطوير خطوط إنتاجنا ما يتطلب المزيد من التعاون والعمل ووضع الخطط لتطوير هذه الخطوط مع إمكانية إنشاء خط أخر حديث ومتطور في الشركة وبطاقة إنتاجية مرتفعة علما انه يتوفر لدينا المواد الأولية وبكميات كبيرة جدا تكفي لتشغيل الخطوط الحالية والخط الجديد .
إن تطوير الخطوط والتعاون مستمر مع شركة الانشاءات واسمنت عدرا لتأهيل الخط الثالث في الشركة من خلال الاستفادة من معدات التطوير الموردة إلى الشركة منذ أكثر من ١٥ عاما واستثمارها بتأهيل الخط الثالث لرفع طاقته الإنتاجية.
وأخيراً ..هذه التجربة الناجحة لابد من توظيفها في بقية الشركات التي تعرض للاستثمار من قبل القطاع الخاص ويحجم عن الدخول كونه ينظر للشركات الصناعية العامة أنها خاسرة وبالتالي لا يمكن الاستثمار بها وبالتالي لابد كما يقول المثل :”لا يحك لحمك غير ظفرك ” فهل نعمم التجربة للخروج من عنق الزجاجة في ظروف هي الأصعب التي يمر بها بلدنا ؟!