ثورة أون لاين- فاتن عادله:
فضائح الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتوالى تباعاً، وتكشف مدى سعيه لتحقيق أهدافه الشخصية والتجارية بأي طريقة.
ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض شغل ترامب الأميركيين بهذه السياسة الرعناء التي اتسمت بالتخلص من سلسلة من المسؤولين الذين لا يريدون ولا يرغبون في التقيد بسياساته التي تفرض عليهم، أو الذين لا ينضوون تحت ذراعه وخطه التجاري والعدواني، ليحطم بذلك رقماً قياسياً في عدد الإقالات والاستقالات التي حدثت في ولايته الرئاسية هذه، والتي لم تشهدها أي إدارة أميركية سابقة.
واليوم مع سلسلة الفضائح التي ظهرت ضد ترامب والتي يستعد لنشرها مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون والمقال من إدارة ترامب أيضاً، يبدو أن “كبش فداء” جديداً ضحى به الرئيس العنصري للتغطية على تلك الفظائع والفضائح التي يمارسها قبيل نشر بولتون الأكثر عنصرية لكتابه المقرر بعد غد الثلاثاء، في محاولة لإشغال الرأي العام الأميركي وإلهائه عن الكتاب الذي بدأ يشعل صراعاً واتهامات متبادلة بين ترامب وبولتون، فكان ذلك عبر إقالة ترامب بشكل إجباري لمسؤول لم يرغب في الاستقالة ولا يريدها وهو المدعي العام الفيدرالي في مانهاتن جيفري بيرمان بدعوى إجرائه تحقيقات بشأن مقربين من الرئيس، فيما كان مدعي مانهاتن العام الذي حقق مكتبه في أنشطة رودولف دبليو جولياني المحامي الشخصي لترامب قال إنه لن يترك منصبه وذلك بعد ساعات من إعلان إدارة ترامب فجأة أنها ستعين شخصاً آخر مكانه.
بيرمان الذي أكد معرفته بخبر استقالته من وزير العدل وليام بار قال: لم أقدم استقالتي ولا أنوي الاستقالة من منصبي.. سأتنحى عندما يصدق مجلس الشيوخ على مرشح آخر وإلى أن يحدث ذلك ستتواصل تحقيقاتنا دون تأخر أو توقف.
هذه المواجهة الجديدة التي ألقى كرتها ترامب لقلب المشهد والتخفيف من حدته الحالية، يظهر أنها أتت بدعم من بار الذي قال لبيرمان: طلبت من الرئيس إبعادك من اليوم، وقد فعل ذلك، يراها البعض أنها تهدف لإفادة ترامب سياسياً وتقوض استقلال وزارة العدل كما تأتي في وقت يسعى فيه الرئيس للتخلص من مسؤولين لا يرى منهم مساندة تامة له، وما يدل على دور بار أكثر هو إعلانه بشكل مفاجئ أن بيرمان سيستقيل وسيرشح مكانه جاي كليتون رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات.
الديمقراطيون كالعادة بالمرصاد لتصرفات ترامب الناجي من فخ الإقالة، بعد أن انهالت عليه سلسلة من الانتقادات، خاصة وأن لبيرمان دوراً كبيراً في التحقيقات مع عدد من الشخصيات القريبة من ترامب، فاعتبرت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي أن إقالته غير مبررة، ووراءها “دوافع غير مناسبة”، مطالبة بضرورة محاسبة بار، أما رئيس لجنة الشؤون القضائية في مجلس النواب، الديمقراطي جيرولد نادلر فأعلن أنه فتح تحقيقاً في الأمر، لتسانده كبيرة الديمقراطيين في لجنة الشؤون القضائية بمجلس الشيوخ دايان فاينستان بدعوة رئيس اللجنة الجمهوري ليندسي غراهام للتحقيق في “تدخل سياسي في عمل وزارة العدل”.
يذكر أن بيرمان أشرف على محاكمة المحامي السابق لترامب مايكل كوهين، وأطلق تحقيقاً مع محامي ترامب رودولف جولياني، ووجه تهماً رسمية إلى اثنين من مساعدي جولياني، وكان يقود مكتباً معروفاً بتوليه قضايا إرهاب كبرى وجرائم مالية في وول ستريت وقضايا فساد حكومي ومنذ تعيينه عام 2018م لم يتوان عن ملاحقة شخصيات في دائرة ترامب.