تعكس العقوبات الأميركية الجائرة التي فرضتها الولايات المتحدة على الشعب السوري، الحال والمآل الصعبة التي وصلت إليها منظومة الإرهاب، لاسيما الإدارة الأميركية التي لم تلجأ إلى خيار الحصار والتجويع إلا بعد أن عجزت عن تغيير الواقع وقلب الموازيين والمعادلات.
القرار الأميركي بحصار وتجويع السوريين لا يؤكد إفلاس أطراف الإرهاب من الناحية الميدانية، بقدر ما بات يؤكد حقيقة إرهابهم وإجرامهم ووحشيتهم، ذلك أن إقرار مثل هكذا عقوبات غربية قسرية آحادية الجانب قد أماط اللثام عن الوجه الابشع لتلك الأطراف التي تتشدق و تدعي صون وحماية الحريات والحقوق والديمقراطيات.
الأميركي وشركاؤه وأدواته يجدون أنفسهم عاجزين عن تحقيق أي شيء في الميدان، في مقابل الدولة السورية وحلفائها، وهو ما دفعهم إلى اللجوء إلى خيار الحرب الناعمة عبر استهداف الشعب السوري بلقمة عيشه ودوائه، غير أن المؤكد في ذلك أن هذا الخيار الذي ستجهضه دمشق وحلفاؤها هو خيار المهزومين وهو بلا شك خيارهم الوحيد الذي سيأخذهم سريعاً الى الهزيمة والانهيار.
العقوبات الأميركية الجائرة على الشعب السوري، هي عقوبات منافية لكل القوانين والشرائع الإنسانية والأخلاقية، وهي تكشف مجدداً زيف ادعاءات الولايات المتحدة بحماية حقوق الانسان، كما أنها تسلط الضوء على انتهاكاتها للقانون الدولي بشقيه الإنساني والسياسي لكون هذه العقوبات اعتداء على سيادة الدول وخرقاً سافراً لأبسط حقوق الإنسان واستهدافاً مباشراً له في حياته ولقمة عيشه.
الحقيقة الساطعة جداً هي أن شعبنا العظيم الذي أجهض بصموده الأسطوري وتضحيات وبطولات جيشه الباسل، المشروع الإرهابي الأمريكي لن يخضع أو يساوم مهما كانت التضحيات، ولن يقبل بالشروط والاملاءات الأميركية والصهيونية، ولن يسمح للولايات المتحدة وشركائها في الارهاب بتغيير المعادلات والقواعد المرتسمة، حتى لو قضى جوعاً ووجعاً، وهذه رسالة يتوجب على أطراف الحرب والارهاب فهمها واستيعابها جيداً.
فؤاد الوادي – نافذة على الحدث