هذا الوسم أطلقته (ICSFT ) المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان ، الأسبوع الماضي من خلال حسابها في تويتر ولقي تجاوباً لم يكن متوقعاً ويؤسس لخطوات متتالية وأكثر فاعلية ، الأمر الذي شجعني لتطويره إلى منصة أو موقع للمناضلين الشرفاء والمفكرين العابرين لحدود بلدانهم لكشف السياسات الاميركية الرعناء وتعاملاتها مع الشعوب المقهورة أحياناً بأداتها لخنوعها للبلطجة الأميركية وربيبتها الصهيونية العالمية وفي مقدمها:”الكيان العبري”.
وجاءت جائحة كورونا – و هي ليست الأولى في الحرب البيولوجية – لتحبس الشعوب في أقفاص بلدانهم وتنمي فيهم الروح العنصرية ، وهذا هو أخطر تداعيات هذه الحرب الخبيثة ، ومن هنا تأتي أهمية (المقاومة – العالمية) التي يجب أن تقوم بها الشعوب داخل مجتمعاتها للضغط على حكوماتها .
-لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل نجحت اميركا في سياستها وهيمنتها على الحياة البشرية؟
المتابعون للمسيرة الاميركية التي اعتمدت القوة في السيطرة على العالم أجابوا عن هذا السؤال من خلال دراسات واستفتاءات اعتمدت رصد ومراقبة مساراتها منذ الحرب العالمية الثانية ، إن لم نقل الأولى ، ووصلت الى أن هذه الدولة تخرج من هاوية لتقع في هاوية أخرى ، لأنها مع كل من يخدمها من مستشارين ومفكرين لا يحسبون حساباً لحتمية التطور التاريخي للشعوب ، ويتصرفون كعصابات وكقطاع طرق وكأنهم وحدهم في هذا العالم متجاوزين كل الشرائع والقوانين الدولية ،فهذه الإدارة تطارد مواطنيها في مختلف شوارع ولاياتها، وتقتل الناس بدم بارد، وتمارس أبشع أشكال التمييز العنصري في استنساخ لجرائم آبائها المؤسسين ضد سكان البلاد الأصليين، هي آخر من يحق له التشدق بالحديث عن حقوق الإنسان .و الحلفاء الأوروبيون هم من ضاقوا ذرعاً بممارسات أميركا وغطرستها لمنعهم من إنتاج أي لقاح لتحتكر ما يسمى بشريحة بيل غيتس الشيطانية .وينتظر هؤلاء الفرصة للتحرر منها .
وهذا هو الخطأ المميت الذي أوصلها الى هذا الحال من التردي الذي لن تقوم منه مهما حاولت، بعقوبات وغيرها، لم تنتج سوى مزيد من صلابة وصمود الدول التي لا تسير في ركابها كما هو الحال مع روسيا و إيران و سورية و أخيراً وليس آخراً الصين.
في وقت كانت تتنامى فيه قوى أخرى وتطور نفسها صناعياً وتجارياً و علمياً، أهّل هذه القوى لتنافس اميركا بل وتحلّ مكانها، وتهيء نفسها للمواجهة معها اذا ارادت لتدق المسمار الأخير في نعشها.
وحتى إن الحلفاء الاوروبيين الذين التحقوا مرغمين بالسياسة الاميركية فقد ضاقوا ذرعاً بها خصوصاً بعد ان انفضحت تعاملاتها مع الدول المنكوبة بوباء كورونا الذي صنّعته مخبرياً للقضاء على ثلث سكان الأرض بوحشية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، ومع هذا ظلت تتعامل بغطرسة مع تلك الدول وتمنعها من إنتاج أي لقاح أو عقار معالج، لتحتكر الدواء الذي خططت لتسويقه ليدر عليها تريليونات الدولارات وتنقذ اقتصادها المتهاوي.
اما دول العربان النفطية المستنزفة، فلم يعد لديها ما تمنحه لأميركا تحت الابتزاز والتهديد، فاقتصادياتها على حافة الانهيار، وشعوبها بكل شرائحهم استفاقوا على الحقيقة المرة ولم يعودوا يملكون ترف الوقت للمراهنة على صحوة ما لأميركا ومشاريعها، وبدأت تتشكل فيها مجاميع لا يستهان بها وتهدد عروش السلاطين التابعين.
وعودة إلى وسم المقاومة- العالمية
فإنه يأتي في وقته المناسب لتلتئم في إطاره كل القوى المناهضة للسياسة الاميركية الرعناء وتساند الحكومات المتضررة من سياساتها وغطرستها إلى غير رجعة.
وإن غداً لناظره قريب
د . عبد الحميد دشتي – معاً على الطريق