لعل أولى الأولويات التي يجب الاهتمام بها في امتحانات الشهادات هي أن يتوافر الفهم الصحيح للامتحان على أنه تقويم وتقييم وليس معركة أو حرباً حيث ينظر البعض للامتحان على أنه مناخ خوف ورعب وترويع وهنا يبرز دورنا الحقيقي في غسل قلوب أبنائنا من عوامل الخوف وزرع الثقة والتفاؤل بأنفسهم وأن نفهمهم أن الامتحان حكم على المعلومات والمهارات التي اكتسبها الطالب وأنه فرصة يؤكد من خلالها الطالب ذاته العلمية والمعرفية.
ثم يأتي دور الجهات المعنية بالعملية التربوية ولا سيما لجهة شرح دلالات الامتحان ومعانيه لرفع درجة الاستعداد النفسي لدى الطالب ليدخل الامتحان واثقاً مطمئناً لا مضطرباً ..خائفاً ..قلقاً .
كذلك من المفيد أن نذكر بعضنا بدورنا جميعاً ولا سيما الكوادر التربوية التي تراقب وتتابع العملية الامتحانية بحيث ينصب هذا الدور نحو خدمة طلابنا وتأمين الأجواء الامتحانية المريحة لهم على أساس معادلة الحزم واللين في المراقبة، الحزم من غير تعسف واللين من غير فوضى وذلك على قاعدة القوانين الناظمة للامتحان فلا تساهل ولا إفراط باسم تطبيق القانون، وإنما حرص مدروس على تحقيق الانضباط وفق متطلبات الأنظمة لأن الامتحانات أمانة والأمانة تحتاج إلى إخلاص حاملها وهنا تبرز مسؤولية المراقب وأهمية العلاقة بين الطالب والمراقب فهي علاقة حق وواجب فمن حق الطالب أن يكتب في جو مريح ومن الواجب عليه أن يتقيد بالنظام ،ومن واجب المراقب ردع المخالفات بقوة القانون وتأمين المناخ الهادئ للطالب كي نصل في نهاية الأمر إلى امتحانات مثمرة وشفافة، والمهم أن يتطابق حساب الاجتهاد والمثابرة مع حساب البيدر في الحقل التربوي وأن ننجح في موسم الامتحانات ونتجنب أي شكل من الحرائق كما حدث في موسم الحبوب.
الكنز _ يونس خلف