ثورة اون لاين- منـذر عيـــد:
بالأمس جمعهم حبّ المال واتّحدوا على سفك دم الشعب السوري، بقرار من أسيادهم (الأميركي والتركي والصهيوني والسعودي والقطري).. واليوم يفترقون اقتتالاً بالدم فيما بينهم، وخلافاً على المال، هو حال المجموعات الإرهابية التي استقدمها أعداء سورية منذ بداية حربهم الإرهابية ضدّها قبل عشر سنوات، بهدف تدمير مقوّمات الدولة السورية، والسيطرة على مقدراتها وقرارها الحرّ السيد المقاوم، وصولاً إلى بسط وتمكين المشروع الصهيو-أميركي في المنطقة برمتها.
“إخوة الإرهاب” يتصارعون في إدلب، ويتخندقون وجهاً لوجه، خلافاً على “النفوذ وبسط السيطرة”، وسرقة مقدرات الشعب هناك، وصلوا لاحقاً لتقديم دفاتر شروط الولاء لأسيادهم، سواء النظام التركي أم المحتل الأميركي.
ما يسمّى “هيئة تحرير الشام” التي يتخذ تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي منها واجهة له، وما يسمى غرفة عمليات “فاثبتوا” التي تضمّ مجموعات تبايع تنظيمي “داعش” و”القاعدة” الإرهابيين، يتقاتلون بعد أن دبّ الشقاق في صفوف”الإخوة الإرهابيين”، وهم من كانوا بالأمس “رفاق سلاح” إرهابي مجرم، يعمل قتلاً بالأبرياء من الشعب السوري، ويدمّر حيث يتمّ توجيهه من مشغّله النظام التركي، ويتسابقون لبسط السيطرة على إدلب، حيث تحتلها قوات النظام التركي، ما يعني أنّه سباق نحو الانبطاح تحت مداس المحتل، ليكونوا عبيداً، ينفذون ما يؤتمرون به.
ثمّة مؤشرات تقول إنّ إدراك تلك المجموعات الإرهابية بقرب الحسم في إدلب، وبأنّ ساعات الإرهاب الأخيرة دنت، جعلهم ينشقّون بعضاً عن بعض، ويعملون على تغيير أسمائهم، الأمر الذي قد يمكّنهم من الاقتراب من هذا “السيد” أو ذاك، علّهم يجدون في الارتهان لقراره مخرجاً ومعبراً للهرب حينما تحين ساعة الحساب، وتزفّ ساعة تقدم أبطال الجيش العربي السوري نحوهم.
انشقاقات واعتقالات فتحت الباب واسعاً أمام صراع الإرهاب فيما بينه.. اعتقلت جبهة “النصرة” الإرهابية، الإرهابي المدعو جمال زينية، والملقب بـ«أبو مالك التلي»، والإرهابي المدعو «أبو العبد أشداء» في ريف مدينة إدلب، إثر انشقاقهما عن “التنظيم”، لتفرخ تلك الانشقاقات العديد من التنظيمات الإرهابية الجديدة، مثل ما يسمى “تنسيقية الجهاد” أو “فاثبتوا”، لتختلف جميعاً في الأسماء وتنبثق من ذات “الجذر الإرهابي” الواحد.
هي “سكرات الموت” تضرب صفوف الإرهابيين بصور عدّة، أحدها انشقاقات واقتتال، وفي جميع الأحوال فإن مصيرهم الواحد المحتوم هو الموت، فإن تجمعوا فراداً، ستكون نهايتهم “زرافات”، فعهد أبطال الجيش العربي كان وباقٍ “تطهير تراب الوطن من رجس الإرهاب والمحتل حتى آخر ذرة منه”، حقيقة يدركها أولئك المرتزقة، ومن قبلهم أسيادهم ومشغلوهم.