ثورة أون لاين – اسماعيل جرادات:
ألقت وزارة التربية على عاتقها مسؤولية تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ويُعد معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها إحدى المنارات التي وظفتها الوزارة لتعليم اللغة العربية للأجانب والعرب المغتربين الذين لم تمكنهم ظروفهم الخاصة من تعلم اللغة العربية، فضلاً عن دوره في نشر وسائل تعليمها بمختلف السبل والطرائق التربوية الحديثة، وتمكين المتعلمين من اكتساب المهارات اللغوية الأربع (استماع – محادثة – قراءة – كتابة).
وفي هذا السياق أوضحت مديرة معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها نجود عطاالله أن المعهد يتبع نظام الدورات، حيث يُنفذ في السنة ثلاث دورات أساسية، مدة كل دورة ثلاثة أشهر ونصف الشهر، إضافة إلى إقامة دورات مكثفة للراغبين في تعلم اللغة العربية (من دبلوماسيين وموظفي المنظمات الدولية وعائلاتهم…..الخ) الذين لا تمكنهم ظروفهم من الالتحاق بالدورات الأساسية المذكورة سابقاً على أن تكون خارج أوقات الدوام الرسمي له، تحدد مددها بناءً على رغبة الطالب، لافتة إلى أن المعهد يجري للطلاب الجدد امتحاناً لتحديد مستواهم بعد تسجيلهم، في حين أن التسجيل في المستوى المبتدئ مباشرة ولا يحتاج إلى هذا الامتحان.
أعداد الطلاب الدارسين في المعهد/14500/ طالب
كما أوضحت أن المعهد يتضمن مرحلتين دراسيتين متتابعتين تتكونان من ستة مستويات متتابعة، حيث تتضمن المرحلة الأولى (الابتدائية والمتوسطة) أربعة مستويات (من الأول إلى الرابع) وتضم النصوص والقراءة – التعبير الكتابي- المحادثة – القواعد – الإملاء -القصص – الصحف والمقالات المتنوعة -النشاط المرئي والمسموع، في حين تتضمن المرحلة الثانية العليا مستويين (الخامس والسادس) وتضم الأدب العربي القديم والحديث – التعبير الكتابي -المحادثة – التاريخ – القواعد والمعاجم والبلاغة – الإملاء – الصحف والمقالات المتنوعة – النشاط المرئي والمسموع.
وأضافت: إن الطالب الذي ينجح في أي مستوى من المستويات الستة يمنح وثيقة نجاح موقعة من إدارة المعهد, أما الطالب الذي ينجح في المستويين الأخيرين من المرحلة الأولى يمنح شهادة تخرج متوسطة مصدقة من وزير التربية، كما يمنح الطالب الذي ينجح في مستويي المرحلة الثانية شهادة تخرج عليا مصدقة من وزير التربية، وقد بلغ عدد طلاب المعهد من تاريخ تأسيسه حتى 23/ 6/ 2020 /14500/ طالب موزعين على أكثر من /52/ جنسية.
وبينت مديرة المعهد نجود عطالله أن هذا المعهد هو المركز الوحيد في وزارة التربية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في سورية، ويُعد منافساً قوياً لمراكز أخرى تابعة لوزارات وهيئات متعددة داخل سورية وخارجها في هذا المجال سواء أكان من حيث عدد طلابه، أم من حيث تقديم الخبرات والاستشارات للعديد من المراكز والمدارس العالمية التي تعلم العربية لغير الناطقين بها، لافتةً إلى أن المعهد قدم الخبرة لوفد مدرسي اللغة العربية في مدارس السويد الرسمية الذي زار المعهد بإشراف وزارة التربية، واستشارات كاملة لجامعة السلطان قابوس بن سعيد في سلطنة عمان التي كانت بصدد افتتاح مركز من هذا النوع في السلطنة، وقام مؤخراً بإرسال اختبار تحديد المستوى الذي أُعد في المعهد إلى سفارتنا في كوريا الشمالية استجابةً منها لطلب الجهات المعنية في كوريا بتعليم اللغة العربية لأبنائها، فضلاً عن تقييمه لمناهج خاصة تبنتها وزارة المغتربين آنذاك، لتضعها بين أيدي أبنائها في دول الاغتراب حيث بيَّن المعهد مدى صلاحيتها, كما ساهم المعهد مع وزارات الإعلام، والمغتربين، والتعليم العالي بإعداد حلقات تلفزيونية في تعليم اللغة العربية لأبنائها المغتربين.
وأضافت عطالله إن المعهد مخبرٌ لغويٌ متميزٌ لطلبة جامعة دمشق الذين يعدون رسائل الماجستير والدكتوراه في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها؛ حيث يجرون دراساتهم التجريبية فيه نظراً لتنوع وتعدد العينات، وهو يرحب دائماً بإجراء مثل هذه البحوث والدراسات لما في ذلك من أهمية يستفيد المعهد من نتائجها في مسيرته بالإضافة إلى الخدمة الجليلة في تسهيل اللغة العربية على متعلميها.