ثورة أون لاين:
يكفي أن تقول الفوز بلقب الدوري الإنكليزي (البطولة الأقوى في العالم من وجهة نظر كثيرين) لكي تدلّل على حجم الإنجاز الذي يحقّقه أيّ لاعب، لاسيما لو كان محترفاً أجنبياً من خارج القارّة العجوز، وبالتحديد من المنطقة العربية التي تنتج مواهب لا ينجح الكثير منها في الوصول للعالميّة.
ورغم أنّ محمد صلاح ساهم ولو بقدر قليل مع تشيلسي قبل نحو 7 أعوام في الفوز بلقب الدوري الإنكليزي، إلّا أنّ تتويجه هذا العام مع ليفربول له مذاقٌ خاصٌ، فصلاح أحد الصّناع الرئيسيين لهذا الحلم الذي ظلّ يراود جماهير الريدز طوال 30 عاماً.
التتويج المستحق لليفربول باللقب، ساهم فيه صلاح وزملاؤه، حيث توضّح أرقام النجم المصري ما قدّمه ليس فقط هذا الموسم ولكن منذ انضمامه إلى قلعة أنفيلد من مستويات عالميّة جعلته في مصاف النجوم الكبار على غرار ميسي وكريستيانو.
ومنذ أن بدأ الاحتراف بمفهومه الحديث في الكرة المصرية مع مطلع الألفية الحالية، كان أقصى طموح الجماهير في مصر، أن تجد سفيراً لها في أوروبا يحقّق مشاركة منتظمة مع فريق مهما صغر أو كبر اسمه وتاريخه، لكنّ صلاح كسر كل تلك القواعد بأن أصبح نجم فريق كبير، وحقّق كل شيء مع الريدز، فيما يتعلّق بالألقاب الكبرى، لم يكن ينقصه فقط سوى الدوري الإنكليزي الممتاز، الذي تحقّق بفضل تعثّر المنافس مانشستر سيتي وخسارته من تشيلسي 1-2، ويضيف صلاح إلى سجل تتويجاته لقباً جديداً بعد دوري أبطال أوروبا وكذلك السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
أما عن الإنجازات الفرديّة فحدّث ولا حرج، فقد أصبح صلاح يغرّد خارج السرب تماماً، لدرجة تجعل البعض يشكّ بأنّ لاعباً بمثل ما حقّقه هذا اللاعب سيتكرّر في التاريخ على الأقل في قادم السنوات.
في الموسم الحالي لعب صلاح 27 مباراة بالبريميرليغ سجّل خلالها 17 هدفاً وصنع 7 أخرى، وحصل على بطاقة صفراء وحيدة بينما لم يحصل على أيّ بطاقات حمراء.
ولعب صلاح إجمالاً 2340 دقيقة هذا الموسم، لم يسجّل هاتريك هذا الموسم، من بين الأهداف الـ17 التي أحرزها، لكنّه سجّل ثنائية 3 مرات كانت في شباك كلٍّ من أرسنال وواتفورد وساوثهامبتون.
ومنذ أن انضم صلاح إلى ليفربول في 2017، لاحظ عشّاق الريدز التّغير الإيجابي الذي حدث في شخصية الفريق وشراسته الهجوميّة، وهو ما تجسّد في حصول النجم المصري على لقب الهدّاف لعامين مُتتاليين في المُسابقة التي تُعدّ من الأقوى في العالم إن لم تكن الأقوى على الإطلاق بالفعل.
حضور صلاح أيضاً منح الدافع لتألّق نجميّ الهجوم السنغالي ساديو ماني والبرازيلي روبرتو فيرمينو، ليُكمل صلاح مع زميليه ثلاثيّاً ناريّاً لهجوم الريدز، اعتبره العديد من مُتابعي كرة القدم الأوروبيّة الثلاثي الأكثر تفاهماً بين الأندية الكبرى في القارة العجوز.
أول مواسم صلاح مع ليفربول في الدوري الإنكليزي أحرز فيه النجم المصري 32 هدفاً وتُوج بالهدّاف مُنفرداً، قبل أن يُتوّج مُجدداً بلقب الهدّاف الموسم الماضي برصيد 22 هدفاً، ولكن في هذه المرة كان بالمناصفة مع زميله ماني والنجم الغابوني بيير أوباميانغ من أرسنال.
وفي الموسم الحالي هناك منافسة محتدمة على لقب الهدّاف بين صلاح وأوباميانغ (17هدفاً لكلّ منهما)، ولاعب ليستر سيتي جيمي فاردي المُتصدّر برصيد 19 هدفاً.