على هذا المنوال وخلال شهر واحد لا أكثر سيشكل الليمون الحامض منافساً حقيقياً للذهب، في وقت ينفطر قلب فلاحي الساحل على كل ليمونة تسقط متعفنة على الأرض..
لم يتبق من مفردات يمكن أن تشكل جملاً وعبارات لمناقشة قضية حمضيات الساحل، بعد أن أُشبعت المسألة شكوى وحلول ومقترحات من المواطن والإعلام طبعاً، أما وزارة الزراعة فطوبى لها فضيلة الصمت التي تتحلى بها تجاه “الإخوة” الفلاحين ومصيبتهم المتجددة!!
إن كانت الحمضيات مسألة تتجاوز سقف تفكير الزراعة والقائمين عليها، فما بالها تجاه اللقاحات التي توزع والتي ينتشر الحديث عن عدم جدواها أو فاعليتها للأبقار بعد تطعيمها بها؟!.. لعلها مسألة تفوق كذلك سقف التفكير لدى أولئك الحريصين على “الإخوة” الفلاحين!!..
لربما كان الأمر نوعاً من المزحة الممتدة لما يفوق عشر سنوات.. أو لربما هي نوع من الإفهام البطيء للفلاح أن اتجه نحو زراعات أخرى ونحن معك.. بل لعلها نوع من نقص المعرفة والاطلاع لدى وزارة الزراعة التي لم تتدخل حتى اليوم في كل ما يجري، اللهم إلا بأخبار يطلقها القائمون على بعض مفاصلها بين الحين والآخر عن تطور الإنتاج، وكذلك تطور معدل بيع الشتول، وهو أمر يجانب الحق تماماً لعزوف الفلاحين عن كل ما سبق، اللهم إلا إن كان الفلاحون مراوغون ويربحون ذهباً من الحمضيات ويشترون أراضٍ جديدة ليزرعوها ويستمروا في المراوغة والشكوى..
مؤلم مشهد المنتجات الزراعية للدول المجاورة في أسواقنا؟
هل كان المهربون ليجدوا جدوى اقتصادية من تهريب البطيخ والليمون الحامض وسواها لو أن إنتاجنا يكفي السوق المحلية؟
من المستفز رؤية مئات آلاف الأطنان من الحمضيات المتعفنة (على أمها) في الساحل، وأقل القليل منها من الليمون الحامض في وقت يتسول فيه المواطن ليمونة من الباعة بسعر متهاود!!
حتى لا يجانب المواطن الحق ويظلم وزارة الزراعة، لعل تلك الوزارة فوجئت بأن المواطن يستهلك الليمون الحامض كونه لم يعلن عن ذلك من قبل في الجريدة الرسمية!!.
الكنز – مازن جلال خيربك