ثورة أون لاين-هفاف ميهوب:
مبادرة جيدة تلك التي قام بها “نزار علي بدر” الملقب بـ “جبل صافون”.. فنان التشكيل بالحصى والحجارة، والذي كان هدفه من هذه المبادرة، منح أطفال سورية الفرصة للتعبير عن العدالة والمحبة والسلام، وتقديم تشكيلات تؤكد لكلّ العالم، بأن حضارته متجذرة في الحضارة الأوغاريتية. مهد الأصالة والفنون والأبجدية.
إنها ورشة العمل التي أقامها على سطح بنايته في محافظة اللاذقية، والتي يقوم فيها بتأهيل الأطفال للمشاركة في مهرجان “شمس الطفولة” الذي سيقام من 4/7 ولغاية 9/7 من قِبل “تجمع القباني للفنون المسرحية”.
حضر هذه المبادرة مجموعة كبيرة من الأطفال، ترافقهم مديرة مدرسة “حطين”. الأستاذة “أحلام الرفاعي” والمخرج المسرحي “لؤي شانا” وغيرهم من الأساتذة والمهتمين.
حتماً هي مبادرة لفتت كثر من الشعراء والفنانين والموسيقيين العالميين، ممن يتابعون أعمال الفنان وينتظرون كل جديد يقدمه، بل وينشرون أعماله في بلدانهم وعلى صفحاتهم ومنهم من تابعنا اهتمامهم، بعد أن قال عنهم:
“الشاعرة الإيطالية “إيما كولاتا شينا” قد وضعت صورة كتابٍ عني على بروفايل صفحتها. أقامت لي العديد من المعارض، ولا سيما في جامعتها التي كنت قد أقمت فيها وبالتعاون معها، تظاهرة للسلام حضرت فيها أعمالي، ورُفع فيها العلم السوري.
أيضاً، الكاتبة الكندية المشهورة “مارغريت رورس” التي ألفت عن تشكيلاتي كتاب “حصى الطرقات” وأرفقته بقصصٍ هادفة للأطفال، وقد ترجم هذا الكتاب إلى ١٣ لغة عالمية، وآخر طبعة منه إيطالية تبنّت ترجمته وطباعته “مارينا شيرون”.
هناك أيضاً الشاعر الفرنسي “بيير مارسيل” ولي الكثير من المطبوعات معه، والمخرج الإيطالي “ساندرو بوشيلي” الذي قدم فيلماً وثائقياً هو “صور من الشرق” ويعتبر الوحيد في تاريخ السينما التي تعتمد على توثيق حكايا الحجارة.. تم عرض الفيلم أول مرة في سويسرا، وحصل على العديد من الجوائز وآخرها في البرتغال “مهرجان لشبونة للأفلام غير العادية”.
لا شك أنه ما جعل “نزار علي بدر” لا يتوقف عن مبادراته التي تهدف إلى تقديم رسالة فنية، إنسانية، سورية، تؤكد لكلِّ العالم، ما أكدته المعارض وورشات العمل التي يقيمها وآخرها، هذه الورشة التي لفتت هؤلاء العالميين ممن كتب بعضهم عنها: “بالحصى يكتبون تاريخهم”، والتي رأى “بدر” بأنها:
“ورشة العمل هذه تسعدني وتعني لي الكثير، فرغم العديد من المعارض التي أقيمت لي في أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وغيرهم من دول العالم، يبقى المعرض المفضل بالنسبة لي، الفضاء الوطني الذي أعبر فيه عن معاناة أبناء شعبي من الفقراء والمظلومين، وعن بطولات رجاله المقاتلين. أيضاً، عن تضحيات الأمهات والآباء والشهداء المقدسين..
هي ليست المبادرة الأولى التي أقيمها على سطح بنايتي، لكنها من المبادرات المهمة بالنسبة لي، ذلك أنها أتت في فترة صعبة جداً على وطني وأبنائه، ولا سيما الأطفال ممن يحتاجون إلى إحياء الفرح والحياة في ظلِّ ما يعيشونه وفرضته الحرب والعقوبات ومن ثمّ الوباء والحصار.
نعم، أراها من المبادرات المهمة، وليس فقط لأنها تسعى لتسلية الأطفال وإضفاء السعادة والمعنى على حياتهم، بل أيضاً لأنهم تمكنوا من استثمار الحجارة التي يجمعونها من شواطئ وجبال بلادهم، بتحويلها إلى لوحات فنية راقية، ترتقي بهم وبأذواقهم ومستقبلهم، وتواجه أحقاد وشرور العالم، برسالة السلام والمحبة التي تكتبها الحجارة السورية”.