بات فيروس كورونا المستجد جائحة عالمية تؤرق دول العالم أجمع، ولاسيما بعد تصاعد حالات الإصابة وتزايد المخاوف من الانتشار بدل الانحسار, حيث لم يصل العالم بعد لأي لقاح يمكن استخدامه ضد الفيروس، وما زالت الأبحاث مستمرة حيث لم يتم بعد الكشف تماماً عن العلاقة المعقدة بين الفيروسات التاجية والجهاز المناعي للإنسان، مما يصعب التنبؤ بمدى فعالية اللقاحات التي سيتم إنتاجها.
بعد تفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الكثير من البلدان نتيجة فيروس كورونا المستجد، وفي ظل هذه المعطيات تبدو الحاجة ماسة لتحقيق المعادلة الصعبة وهي استمرار سير العمل وعدم تعطيل عجلة الإنتاج لتأمين مقومات الحياة في هذه الظروف الصعبة من ناحية، وحماية أنفسنا ومجتمعنا من انتشار هذا الوباء الخطير من ناحية أخرى والتخفيف قدر الإمكان من الازدحام في وسائل النقل ومواقع العمل وعلى كوات جباية فواتير المياه والكهرباء والهاتف و منافذ الأفران وغيرها من الصالات التي يحدث فيها التجمعات، والتقيد بالشروط الصحية والتباعد المكاني وارتداء الكمامات، وتعقيم وسائل النقل والمواصلات العامة والخاصة خاصة بعد كل جولة, ونشر التوعية بأهمية النظافة والاحتياطات الواجب على كل فرد القيام بها، والتخفيف من ورش العمل أو المحاضرات والاستعاضة عنها بالتدريب من خلال الوسائل الحديثة، والحد من الاجتماعات والاختلاط بين الموظفين خلال هذه الفترة الحرجة.
المحافظة على استمرار متطلبات الحياة العامة ودوران عجلة الإنتاج وتأمين الخروج من هذا الوباء في أقرب وقت وأسلم طريقة يتطلب تعاون الجميع وتطبيق الإجراءات الاحترازية والضوابط التي تضعها الحكومة، كما تتطلب توسيع نطاق الحماية الاجتماعية قدر الإمكان وتقديم الدعم الإضافي لا سيما لذوي الدخل المحدود للتخفيف من معاناة المواطنين وأسرهم وأطفالهم جراء الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الأغذية والأدوية والسلع الضرورية والمستلزمات الطبية، إضافة لأهمية الوعي المجتمعي بمكامن الخطر وضرورة تحمل المواطن مسؤولية حماية نفسه من خلال سلوكياته اليومية.
خلاصة الكلام يجب أن يتناسب الوعي مع حجم الأزمة فاستجابة ووعي المواطنين لها الدور الأساسي والحاسم في الحد من انتشار الفيروس من خلال الالتزام بالاشتراطات الوقائية والكشف عن أي حالة دخول غير شرعي من خارج سورية وتدعيم دور الدولة في مواجهة هذا الوباء وتلافي دفع فاتورة استهتار البعض بخطورة انتشاره.
أروقة محلية -بسام زيود