ثورة اون لاين -فاتن أحمد دعبول:
هو التاريخ يرسم حكاياته على جنبات الطريق المؤدي إلى خان أسعد باشا الذي يحتفي كل عام بمعرض الربيع للشباب من الفنانين ممن لاتتجاوز أعمارهم 35 عاما من أصحاب الموهبة وطلاب كلية الفنون الجميلة، لدعمهم والوقوف إلى جانبهم في مشاريعهم الفنية الغنية بالفكر والإبداع.
وقد أطلقت وزارة الثقافة، مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين معرضها السنوي بمشاركة 78 فنانا وفنانة بمختلف المجالات الإبداعية البصرية من” تصوير، نحت، غرافيك، إضافة إلى المشاريع التجريبية فيديو أرت.
ورغم تأخر معرض هذا العام لأسباب صحية يعيشها العالم، كانت المشاركات تحمل قيما فنية لافتة في مواضيعها والتقنيات التي اعتمدها الفنانون مستوحاة من واقع الحياة وأحلام الشباب وتطلعاتهم إلى الغد الأفضل.
وبينت سناء الشوا معاون وزير الثقافة أن معرض الربيع يأتي ضمن خطة وزارة الثقافة بالتوجه ببرامج للشباب لأنهم الشريحة الهامة التي ستحمل كل ماهو جديد في إعادة الإعمار وبناء الإنسان.
وأضافت: أن المعرض يساهم في تحفيز الشباب وإبراز مواهبهم والأخذ بيدهم وإعطائهم الفرصة التي تتيح لهم الانطلاق إلى فضاءات العالم الواسع، ولن تكون الأزمات عائقا في إنعاش الثقافة، لأن ثقافة الحياة هي مايحمله الشعب في داخله.
ويرى عماد كسحوت مدير مديرية الفنون الجميلة أن المشاركات في هذا المعرض الربيعي متميزة وتبشر بفنانين سينعشون الساحة الفنية بدم جديد، وخصوصا أن الأعمال متنوعة تم اختيارها من قبل لجنة متخصصة من الفنين والنقاد التشكيليين والأكاديميين، وستوزع الجوائز للفائزين الثلاثة الأوائل من كل نوع من الفنون.
وفي لقائهم تحدث الفنيون المشاركون عن أهمية المعرض كونه يضم عددا كبيرا من الفنانين مايؤكد في كل مرة الخبرات المتنوعة التي يكتسبها المشارك عبر الحوارات التي تدور حول اللوحات المعروضة كل حسب مدرسته الفنية وتقنياته التي اعتمدها لتكون بصمته المتميزة على اللوحة.
وعن لوحته التي تتأرجح بين اليأس والأمل بالحياة يقول الفنان أوس دليقان: أعتمد على تعابير الوجه في الإفصاح عن مكامن النفس والحالة الإنسانية، وفي اللوحة صورة رجل تنبىء نظراته الحائرة بعد الاستقرار فهو على مفترق الطرق بين أن يجعل اليأس خياره أو الإرادة والانتصار للحياة.
ويشتغل سيزار في خامته الجديدة على اللون والتشكيل الذي يستطيع أن يوصل رسالته للعالم بأن الإنسان مهما كانت صعوبات الحياة قاسية لابد أن يتجاوزها، والحياة عبارة عن تجارب كمنحوتته التي قدمها ليعيد الكرة بأعمال تتفوق عليها، ويبقى لكل عمل سمته وخصائصه التي تحمل رسالته إلى المتلقي.
وفي لوحتها التي عنونتها” خلف الحقيقة” تقول سلام الأحمد: إن الفتاة المتربعة على عرش اللون الرمادي هي حالة اجتماعية إنسانية تبحث عن الحقيقة، ورغم أن هذه مشاركتي الخامسة على التوالي فأنا في كل مرة أكتسب خبرات جديدة وانطلق إلى عالم الفن الأرحب.
ويحتل معرض الربيع مكانة عالية في نفوس الفنانين التشكيليين، لأنه يشكل فرصة ثمينة لطلاب الفنون وللشباب الموهوبين ليظهروا أعمالهم وسط هذا المهرجان التشكيلي المتميز الذي يعد بحق لفتة تكريمية للفن التشكيلي أولا وللفنانين ثانيا يضيء على تجاربهم وخبراتهم ويخلق حورا فنيا فيما بينهم.