تطل دوروثي شيا يومياً على الإعلام اللبناني، لتمثل أميركا بكل الخبث الذي مارسته إعلامياً قبلها هيلاري كلينتون، التي كانت تحتل وسائل الإعلام مع بداية الحرب العدوانية على سورية، حتى أنها كانت تتحدث أحياناً كل نصف ساعة، لتشيطن الشارع السوري، شيا مارست ذات الدور، تظهر بشكل شبه يومي حاشرة أنفها في الشأن اللبناني كأنها واحدة من مسؤولي لبنان، غايتها التخلص من حزب الله لأمان الكيان الصهيوني، تحاول إشعال حرب أهلية، تلك هي خطة الدولة الأميركية العميقة.
تتحدث شيا كأن لبنان واحدة من قرى ولاية أميركية، تصدِّر ذاتها كأنها مستشارة للحكومة اللبنانية، أو للرئيس اللبناني، تحاول إظهار ذاتها مندوباً سامياً للبنان، الأهم ما بين سطور حديثها رغم استهلالها بمواضيع ذات حساسية مختلفة، في إطلالاتها.
فحوى ما تتحدث عنه، سهامٌ أميركية تطلقها ضد المقاومة، في محاولة لخلق أزمة سياسية، تصدى لها القاضي اللبناني الأصيل محمد مازح الذي دعا شيا لمحاكمة بسبب مخالفتها للأنظمة الدبلوماسية، قبل استدعاء الخارجية اللبنانية لها وتنبيهها.
في كلمات شيا ولهجتها أصالة استعمارية، تتضمن رسائل واشنطن لمسؤولي لبنان تمرر فيها الخطة الأميركية، التي تعتمد في حروبها، على مال الغير وأجساد الغير وأرض الغير، ودور شيا في لبنان، دلالة فقدْ واشنطن الثقة؛ من أذرعها اللبنانية وأصدقائها العرب، حيث لم تلمس منهم فاعلية رسائل دولتها على الواقع اللبناني.
هي على ثقة أن ممارسة ظلال مكونها، المتحركين على الساحة اللبنانية، يمارسون سياسة واشنطن التي لُقِنوا إياها لكن بحذر.فقد استشعرت تلك الهزيلة أن المشتغلون لمصلحتها فقدوا كثيراً من الثقة التي كانوا يركنون إليها من واشنطن. متوجسين أن واشنطن تورطهم كما ورطت الكثير قبلهم، ومن الممكن أن تتخلى عنهم بسهولة.
لكن هل خالط البعض شعور ووعي بأن القوة الأميركية، وقوة الكيان الصهيوني في المنطقة، رغم حرب الدولار والحصار التجويعي لدول المواجهة ومحور المقاومة، لم يجدِ نفعاً بالقدر الذي كانت تنتظره أميركا. ..لذا نجد حملة التهويل الأميركية ضد لبنان والمنطقة، تعطي رسائل تهديد مبطنة لسورية وإيران وكامل محور المقاومة.
فنحن نرى مثلث بومبيو وشينكر وشيا، السفيرة الناطقة باسم الشر في لبنان يسعون جاهدين بحضورهم الإعلامي، التغطية على تراجع النفوذ الأميركي ليس في المنطقة وحدها بل في العالم أجمع. فلم تعد الذراع الأميركية تخيف الشعوب بعد تجربة الخضوع لفك حصارها عن كوبا بعد خمسين عاماً. وإيران المنافسة للدول النووية، رغم حصارها لأكثر من ثلاثين عاماً.فهل يظن أَسْوَدَ القلب القاطن في البيت الأبيض أنه بقيصره يتمكن من الهيمنة على سورية أسطورة الشعب والوطن..
هل يظنون أن التهويل السيزري الصهيوأميركي يمكنه النيل من قوة وإرادة الشعب السوري واللبناني ومحور المقاومة. لو لم يدرك الأميركي أن إملاءاته أصبحت في مهب الريح، وأنها كإعصار على البلاط الناعم ..لما خشي وازدجر..
شيا تتصرف كمندوبٍ سامٍ، وموالوها في لبنان يلتزمون الصمت حيال قرار نتنياهو ضم الضفة والأغوار،ولم يستنكروا قيصر على سورية. ويترقبون اشتعال لبنان. لكن سماحة السيد حسن وحلفاء لبنان يتصدون لأميركا ضد فتنة حرب أهلية، غايتها إلهاء الشعب اللبناني، لتمرير مشروع تنقيب(إسرائيل)عن الغاز على شواطئ لبنان.
الهدف الأساس النيل من سيادة لبنان، الذي لا يمكنه تجاوز فتح العلاقات مع سورية لضرب قانون قيصر لأجله قبل سورية. تدعمه بقوة المناهضة العالمية باللغات الست. التي تمد اليد لسورية ومن يساندها، لإجهاض قانون قيصر رغم قسوة بنوده.
إشعال الحرب الأهلية في لبنان، يهيء أجواء قد تقود الكيان الصهيوني لحرب ضد العرب، عن طريق ضرب لبنان. وإن سدت الأفق، يمكن أن تتحول إلى حرب إقليمية. أميركا تعول على ضرب إيران من خلال لبنان، والكيان الصهيوني الاحتلالي يريد النيل من حزب الله، لكسر نشوة الانتصار عليه، ليستعيد صبغة الجيش الذي لا يقهر.
شهناز صبحي فاكوش