ثورة أون لاين -رشا سلوم:
تمرّ هذه الايام ذكرى اغتيال كاتب عربي فلسطيني، من أهم الكتّاب العرب، كاتب بالحبر أقضّ مضاجع الاحتلال، وكان أن دفع حياته ثمناً لمواقفه، ارتقى شهيداً من أجل فلسطين كلّ فلسطين، اغتاله الموساد في بيروت في شهر تموز عام 1972 اغتال الجسد، لكنّ الروح باقية العنفوان، والفكر باقيان، مازالت خيمة أ/ سعد ماثلة في عقولنا، وخيمة عن خيمة تختلف نعم، خيمة النزوح، غير خيمة الفدائي المتربّص بالعدو ليحرّر أرضه، اليوم نحتاج أكثر من أيّ وقت مضى لاستحضار الكثير من أقواله، ولاسيما أنّ المهرولين كثيرون، ولكنّهم سيكونون أمام جدار الصدّ.
أنا أعرف ما الذي أضاع فلسطين: يكتبون عن فلسطين، وعن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا طلقة واحدة في حياتهم كلها.
إنّ الجلوس مع العدو – حتى في استديو تلفزيوني – هو خطأ أساسي في المعركة، وكذلك فإنه من الخطأ اعتبار هذه المسألة مسألة شكلية..
الإنسان في نهاية الأمر، قضية، أنا من شعب يشتعل حباً، ويزهو بأوسمة الأقحوان وشقائق النعمان على صدره وحرفه، ولن أدع أحداً يسلبني حقّي في صدقي.
الوطن ليس شرطًاً أن يكون أرضاً كبيرةً، فقد يكون مساحةً صغيرةً جدًا حدودها كتفين.
إنّ الرجل الذي يلتحق بالفدائيين لا يحتاج بعد إلى رعاية أمه.
خلقت أكتاف الرجال لحمل البنادق فإما عظماء فوق الأرض أو عظاماً في جوفها.
إنّ قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت.. إنّها قضية الباقين.
إذا كنّا مدافعين فاشلين عن القضية فالأجدر بنا تغيير المدافعين لا القضية.
وعن الحب والمرأة يقول:
وكنت أعرف في أعماقي أنني لا أستحقك، ليس لأنني لا أستطيع أن أعطيك حبات عيني، ولكن لأنني لا أستطيع الاحتفاظ بك إلى الأبد.
ولن يستطيع شيء في العالم أن يجعلني أفقدك، فقد فقدت قبلك وسأفقد بعدك كلّ شيء.
لا أريد أن تغيب عنّي عيناك اللتان أعطتاني ما عجز كل شيء انتزعته في هذا العالم من إعطائي
… ببساطة لأنّي أحبك، إنني أتقدُ مثل كهفٍ مغلق من الكبريت وأمام عيني تتساقط النساء كأن أعناقهن بُتِرَت بحاجبيك.
إنّني لست راغباً في أيّ شيء، كلّ الأشياء التي اعتقدت أنّني أحبُها، فقَدَت معناها تماماً، إنني أقول لك كلّ شيء لأنني أفتقدك، لأنني أكثر من ذلك تعبت من الوقوف بدونك، إنني أريدك، بمقدار ما لا أستطيع أخذك.
لن أنسى ..كلا.. فأنا ببساطة أقول لكِ: لم أعرف أحداً في حياتي مثلك، أبدًا أبدًا.. لم أقترِب من أحدٍ كما اقتربت منك أبداً أبداً ولذلك لن أنساكِ .. لا .. إنكِ شيء نادرٌ في حياتي، بدأت معكِ ويبدو لي أنني سأنتهي معكِ، أنا أعرف أنّها تحبني، لا ليس كما أحبها، ولكنّها تحبني، إنها تهرب مني في وقت لا أكف فيه عن الاندفاع نحوها، وأنا أعرف أنّ الحياة قد خدشتها بما فيه الكفاية لترفض مزيداً من الأخداش، ولكن لماذا يتعيّن عليً أنا أن أدفع الثمن؟
ما أعرفه أنني سأظل أكتبُ لكِ، وستظلينَ بعيدة، اخسر ما شئت لكن إياك أن تخسر قلباً يحاول أن يفعل الكثير ليسعدك، فهناك قلوب لا تعوّض أبداً.
كُن جميلاً في كلّ شيء: صداقتك، حبك، أخلاقك، تعاملك حتى في البعد كن جميلاً، أما أنتِ فقد دخلت إلى عروقي وانتهى الأمر، إنّه لمن الصعب أن أشفى منكِ، لا تكتبي لي جواباً، لا تكترثي لا تقولي شيئاً، إنني أعود إليك مثلما يعود اليتيم، إلى ملجئه الوحيد، وسأظلّ أعود، وأعرفُ أيضاً أنّ حُبَكِ يستحقُ أن يعيشَ الإنسانُ له.
اكتبي لي في هذه اللحظة وقولي: سأظلّ معك وسنظل معاً، المرأة توجد مرة واحدة في عمر الرجل، وكذلك الرجل في عمر المرأة، وكلّ ما عدا ذلك وكلّ ما عدا ذلك ليس إلا محاولات للتعويض.
إنّ الصمت هو صراخ من النوع نفسه، أكثر عمقًاً وأكثر لياقة بكرامة الإنسان، كلّ دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقاً صغيراً يتّسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود.
من أعماله مؤلفاته
قصص ومسرحيات
عالم ليس لنا
موت سرير رقم 12- بيروت، 1961. قصص قصيرة.
أرض البرتقال الحزين – بيروت، 1963. قصص قصيرة.
رجال في الشمس – بيروت،1963. رواية. قصة فيلم “المخدوعين”.
أم سعد – بيروت، 1969. رواية.
عائد إلى حيفا – بيروت، 1970. رواية.
الشيء الآخر – صدرت بعد استشهاده، في بيروت، 1980. قصص قصيرة.
العاشق، الأعمى والأطرش، برقوق نيسان5 (روايات غير كاملة نشرت في مجلد أعماله الكاملة)
القنديل الصغير-بيروت.
القبعة والنبي. مسرحية.
القميص المسروق وقصص أخرى. قصص قصيرة.
جسر إلى الأبد. مسرحية.
ما تبقى لكم