ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
بهذه المعادلة نستطيع الوثوق بأننا سنتجاوز المحنة.. فكما انتصرنا عسكرياً على الإرهاب سنخرج أكثر قوة بكسر حصار فرض علينا انتقاماً لهذا النصر..
وبهذا المثل المجرب أيضا عالمياً، يمكننا كسر حالة الحصار الظالم، الذي فرضته رأس الشر العالمي أميركا، ودول الغرب التابع وبعض أنظمة النفط العفنة….
سورية اعتادت على الحصار، وفي كل مرة تخرج منتصرة على أعدائها بغنى وتميز مواردها، وتصميم شعبها الذي اعتاد على النحت بالصخر والتصدي لسياسة التجويع، والحصار العنصري الإرهابي.
لن ندَّعي أن سورية هي الوحيدة التي مورس عليها الحصار، بل هناك تجارب عالمية كثيرة استطاعت تحويل نقمة الحصار إلى نعمة… كما حصل في “الاتحاد السوفييتي” سابقاً وألمانيا واليابان وكوبا وإيران …..
هذه الدول استطاعت أن تكسر الحصار، وتتحول إلى دول صناعية يحسب لها في عالم الاقتصاد والتكنولوجيا والصناعة..
نحن في سورية أيضا نستطيع مع تعدد مواردنا وغناها، أن نحول نقمة الحصار إلى نعمة عبر تطوير مواردنا الذاتية واستغلال نقاط القوة التي نتميز بها بالزراعة وتطوير الصناعة الداعمة لها…. وبالتالي التحول من مجتمع استهلاكي إلى مجتمع منتج على كافة الصعد…
لا ننكر أننا نعاني من مخاض صعب.. آلامه يمكن أن تكون موجعة… إلا أن الخروج منه والانتصار عليه يكون عبر التمسك بإرادة الحياة… خاصة في هذه الفترة التي تكالبت علينا قوى الشر في العالم ….
سورية ولادة بكل شيء… علمت العالم الزراعة… صدرت له الأبجدية… هي مهد الحضارة… تحتاج فقط إلى إعادة ترتيب الأولويات واختيار إدارات تملك زمام المبادرة وحلول إبداعية في الاقتصاد والإدارة… نحتاج إلى رؤى جديدة في طريقة التعاطي مع الملفات بروح من المسؤولية الوطنية العالية…
ندرك أن الفساد تغلغل في الصفوف واتحد مع الأعداء بالخارج… وندرك أيضا أن الأدوية المسكنة لم تعد نافعة.. بل نحتاج إلى عمل جراحي يستأصل المرض من جذوره، ومن ثم الانطلاق نحو ترتيب البيت الداخلي بإصلاح إدارة مواردنا واستغلال نقاط قوتنا، وهي كثيرة إلى أقصى درجة للخروج من عنق الزجاجة التي أوصلنا إليها الحصار والإرهاب ودواعش الداخل…
سورية وعلى لسان شعبها الذي ضحى: عصية على أعدائها وكما خرجت منتصرة من أعتى حرب إرهابية شهدها التاريخ فرضت عليها ستخرج أكثر قوة على المستوى الاقتصادي وستنتصر على هذا الحصار العنصري الإرهابي الذي يستهدف الشعب السوري انتقاماً منه لوقوفه خلف دولته والدفاع عنها من مشاريع خبيثة تم إعدادها في الغرف السوداء…
صحيح أن الألم وصل إلى مرحلة التوجع طال الشريحة الأكبر في المجتمع السوري إلا أن هذا الشعب لن يجوع… وسيرسم بتضحيته ملامح مرحلة جديدة قوامها الاعتماد على الذات والاستفادة من مواردنا الطبيعية التي خصنا الله بها….