ثورة أون لاين:
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ابتكر حجة جديدة للتغطية على ما يواجهه من أزمات سواء لجهة فشله في التعامل مع فيروس كورونا المستجد أو تراجع نسبة تأييده على نحو كبير بين الناخبين مصورا نفسه في معركة ضد ما سماه “فاشية يسارية متطرفة” في إشارة واضحة منه للمحتجين المطالبين بإنهاء العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة في سياق تقرير أعدته آني كارني إلى أن الخطاب الذي ألقاه ترامب بمناسبة عيد الاستقلال الأمريكي في جبل راشمور بولاية داكوتا الجنوبية كان يحمل رسالة تزيد من زرع الانقسامات وتكريس الحرب الثقافية بين الأمريكيين لافتة إلى انه مع تفشي وباء كورونا على نحو خطر في الولايات المتحدة وتعثر حملته الانتخابية فإن ظهور ترامب كان بمثابة محاولة مستميتة لانعاش حملته الانتخابية مستخدما ذكرى عيد الاستقلال الأمريكي كعنوان رئاسي رسمي لشن حرب ثقافية كاملة على المحتجين ضد العنصرية الذين يصفهم”باليساريين الذين يحرضون على الفوضى”.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب حاول من خلال خطابه تحريض قاعدته الانتخابية حيث وجه أمام مؤيديه الذين احتشدوا دون ارتداء أقنعة للوجه أو الالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا انتقادات حادة للمحتجين ضد العنصرية ووصف الذين يحاولون هدم التماثيل المرتبطة بحقبة الكونفيدرالية بأنهم “غوغاء غاضبون يحاولون طمس تاريخ الولايات المتحدة”.
ورأت الصحيفة أن ترامب يحاول دفع مجموعة معينة من الأمريكيين إلى تأييده وضمان وصوله إلى ولاية رئاسية ثانية عبر بث مشاعر الانقسام والخوف بينهم مشيرة إلى أن ترامب حاول طيلة فترة رئاسته تطويع الاحداث حسب إرادته ولجأ غالبا إلى وسائل التواصل الاجتماعي من اجل الترويج لوجهة نظره التي تخالف الحقيقة في معظم الأحيان.
ولم يخف ترامب مواقفه المناهضة للمحتجين ضد العنصرية وعنف الشرطة الأمريكية وهدد المتظاهرين على خلفية مقتل الأمريكي من أصل افريقي جورج فلويد في أيار الماضي على يد الشرطة الامريكية باستخدام القوة العسكرية وبدلا من أن يتحدث عن مشكلة العنصرية المتأصلة في المجتمع الأمريكي اختار التغاضي عنها بشكل كامل في كل تصريحاته وتغريداته مصرا على التركيز على حملته الانتخابية والبقاء في البيت الأبيض.