ثورة أون لاين-معد عيسى:
قبل عام تقريباً تم تدشين المجموعة الأولى في محطة التيم لتوليد الكهرباء، وبالأمس تم تدشين المجموعة الثانية، وذلك بعد تأهيل المجموعتين بخبرات وطنية قامت بإصلاح الأجزاء المتضررة في المجموعة، عبر نقل الأجزاء المشابهة لها من المجموعة الثالثة، وإصلاح الأضرار فيها وتركيبها وإعادة تشغيلها بعد تأمين القطع التبديلية اللازمة ولا شك في ذلك انجاز لكوادرنا وخبراتنا الوطنية التي نعتز ونفتخر فيها وبإنجازاتها في كافة المجالات.
اللافت في الأمر أن التدشين تم، ولكن دون تشغيل المجموعة بانتظار تأمين الوقود اللازم للتشغيل، لتنضم المجموعة الثانية إلى المجموعة الأولى المتوقفة منذ أشهر، بعد أن تم تأهيلها قبل أقل من عام وبوفر مالي قيل حينها بلغ 25 مليون يورو مع العلم أن كلفة المجموعة الجديدة بكاملها لا يزيد عن 30 مليون يورو حسب النورمات العالمية، (مليون يورو لكل ميغا، أو مليون وميئتا ألف دولار لكل ميغا)
ما سبق يطرح أكثر من سؤال: لماذا تم تأهيل المجموعة الثانية بينما المجموعة الأولى التي تم تأهيلها قبل عام متوقفة؟ فلماذا لا يتم تشغيل المجموعة الأولى؟
مدير عام منشأة التيم المهندس طارق العكلة ربط التشغيل بتوفر الوقود وهنا نسأل، بما أن الغاز متوافر في المنطقة، ويتم ضخه إلى الشبكة في حمص وهو كافٍ للتشغيل ومربوط بالمحطة، لماذا لا يتم تشغيل المحطة وتزويد مدينة دير الزور بالكهرباء منها مباشرة؟ ألا يوفر ذلك ضخ الغاز إلى حمص لتوليد الكهرباء في محطات توليد المنطقة الوسطى، ومن ثم إعادة تزويد دير الزور بالكهرباء عبر الشبكة من المنطقة الوسطى، وبمسافة تقارب 300 كيلو متر وبفاقد فني كبير لطول المسافة؟
غريب هذا المنطق!… نُؤهل مجموعتين وبكلف نحن بأمس الحاجة لها، ولا نقوم بتشغيلها رغم توفر الغاز بجوار المحطة، ورغم قربها من مدينة دير الزور؟ والأغرب أن نضخ الغاز في الشبكة لمسافة كبيرة ونعود نستجر الكهرباء بنفس المسافة مع مخاطر الضخ والفاقد الكبير للكهرباء؟
هذه التساؤلات لا تقلل ولا تستخف بجهود العاملين في هذا القطاع، الذين كانوا وما زالوا جنوداً أوفياء، بل تطالب بعدم ضياع جهدهم وتعبهم وعرقهم والدم الذي قدمه زملاء لهم في هذا القطاع.
بعدم تشغيل المجموعتين ضاعت جهود ومبالغ، وظهر الحدث.. كأنّ التدشين تمَّ من أجل التدشين.