ثورة أون لاين-رشا سلوم:
شغلتنا دروب الحياة كثيرا عن الشعراء والمبدعين الذين تركوا الأثر الرائع في المشهد الثقافي والابداعي السوري والعربي ، وكانوا جيلا من الرواد الذين لم يبخلوا بشيء على أوطانهم ، ومن هؤلاء المبدعين السوريين الشاعر الكبير ، حامد حسن أحد أبرز وجوه النهضة الثقافية والشعرية في سورية، ومن أوائل من أصدر مجلة مع الراحل وجيه محيي الدين وكانت نبراسا للثقافة والروح الوطنية، حملت اسم (النهضة ).
اليوم تمر ذكرى وفاة حامد حسن الشاعر والناقد المهم ، ومن المناسب أن نشير ولو سريعا إلى بعض المحطات في حياته وإبداعه :
ولد في الدريكيش، محافظة طرطوس، في كانون الأول 1915 ونشأ في قرية (الحرية) التابعة للدريكيش، توفى عام 1999 في شهر تموز
تلقى تعليمه في (اللاييك) طرطوس، وفي كلية القديس يوسف (الآداب العربية المدرسية). وعمل في حقل التعليم (18) عاماً، فدرس اللغة العربية وآدابها في الدريكيش، وأصبح مديراً للثانوية الأرثوذوكسية في «السودا – طرطوس».
وأصدر مجلة (النهضة بالاشتراك مع الدكتور وجيه محيي الدين عام 1938 في طرطوس). وعين في لجنة الشعر في المجلس الأعلى للآداب والفنون والعلوم الاجتماعية في دمشق.
انتقل عام 1936 من وزارة التعليم إلى وزارة الثقافة والارشاد القومي، فعمل في المراكز الثقافية وفي مديرية التأليف والنشر، وأحيل عام 1975 إلى التقاعد للشعر والبحث .
بدأ النشر في الثلاثينات ووضع نشيد الجامعة العربية عام 1948.
– تفرّد حامد حسن في كلّ لمحة وإشارة وخطوة ورأي في حياته الابداعية ولنقف اولا عند رأيه في الشعر. يقول :
الشعرية كلمة : حية، معبرة ،مسؤولة، جملة مخمليّة، متناغمة هذا هو التعبير ،
تناغم، تساوق، انسياب ..هذه هي الموسيقا ، صور ، ظلال ،الوان ،حركة .. هذا هو التصوير احساس، رعشة، هزّة، استثارة، هيجان هذا هو التأثير ..
تعبير ، موسيقا، تصوير ،تأثير ، هذا هو الشعر إطار فنّي يزاوج ويعاطف بين هذه العناصر ..هذا هو العمل الشعري المتكامل .
لاشك أن المرأة هي النهر الحيوي الأول الذي لاتستمر الحياة الاّ به، وهي الريحانة التي لاتتساقط أوراقها الاّ لتخضرَّ، وهي الأم والأخت والبنت والزوجة ،ولكن كيف يراها شاعرنا ؟.
يراها أجمل وأشهى وأندى غرسة في حديقة الإله ،مثيرة ملهمة ، خلاّقة مبدعة ، أصيلة في طبيعة الحياة ، أصالة الحياة ذاتها تعطي ( الرسام ) شكلا ولوناً وظلاّ ، وتهب « المثّال » صورة وتناسباً وامداء وتفيض على « الموسيقي» لحناً وانغاما وموجانا ،وتلهم الشاعر فنّاً وخيالاً وابداعاً، إنّها الحياة بمعطياتها ، اوجدتها الطبيعة استمراراً للطبيعة عبر مرحلة أزليّة أبدية ،والحياة من دونها ، جافة كالصحراء ، موحشة كالقبور ، مظلمة كالاعماق ، غاية بلا وسيلة، هي المرآة التي نتمرأى بها وجودنا واستمرارنا .
-من مؤلفاته
1- ثورة العاطفة – شعر (أربعة أجزاء) – طرابلس، لبنان 1939.
2- المهوى السحيق – تمثيلية شعرية – طرابلس، لبنان 1942.
3- في سبيل الحقيقة والتاريخ – دراسة – الأرجنتين 1945.
4- عبق – شعر – دمشق 1960.
5- أفراح الريف – أوبريت 1964.
6- الريف الثائر – أوبريت 1965.
7- أضاميم الأصيل – شعر دمشق 1968.
– الخنساء – مسرحية 1968.
– صالح العلي ثائراً وشاعراً – دراسة ومختارات – دمشق 1974.
– الشعر بنية وتشريحاً- دراسة مؤسسة الوحدة – دمشق 1987.