ثورة اون لاين – بيداء قطليش :
في ظل انشغال الرئيس الأميركي بافتعال المشاكل والأزمات في الخارج، واستمراره في دعم الإرهاب في المنطقة، وبالتوازي مع استمراره بتصعيد سياسته العنصرية بحق مواطنيه من ذوي البشرة السمراء، نجد أن جائحة كورونا تتفاقم بأميركا وتحصد المزيد من أرواح الضحايا في ظل استهتار واضح من قبل ترامب وإدارته رغم الانتقادات الواسعة في الداخل لسوء إدارته للأزمة، وتركيز همومه على مصالحه الانتخابية للفوز بولاية ثانية في ظل مخاوفه المتزايدة من هزيمته المتوقعة أمام منافسه الديمقراطي جون بايدن.
فما يجري اليوم من لامبالاة واضحة من قبل إدارة ترامب بهذا الوباء الذي وصل انتشاره في أميركا حدا كبيرا، دليل واضح على أن ترامب لا يكترث بحياة الأميركيين وأوضاعهم الصحية، وإنما يبحث عن مخرج لحفظ ماء وجهه بعد يقينه بفقدان ثقة الشعب الأميركي بسياسته التي لم تجلب سوى الخراب لبلادهم في عهده.
ففي إحصائية تعكس عدم اكتراث إدارة ترامب بسلامة وصحة مواطنيها مع اجتياح كورونا ، قال المسؤول الأميركي في قطاع الصحة أنتوني فاوتشي: إن الوضع الحالي لتفشي كوفيد-19 في الولايات المتحدة “ليس جيدا حقا”، و”وضع خطير علينا معالجته على الفور”، مؤكدا أن أمريكا غارقة حد الركب في الوضع الحالي، وأن الولايات المتحدة لا تزال تواجه بصعوبة الموجة الأولى من المرض، دون أن تصل أبدا إلى أعداد الحالات المنخفضة التي خططت للوصول إليها، وما يؤكد صحة قول فوتشي رؤساء البلديات الأميركية الذين أفادوا أن مدنهم فتحت قبل أوانها في وقت يحاول ترامب التقليل من أهمية حدة الأزمة، مانحين الأولوية لإعادة فتح الاقتصاد بدلا من ذلك.
ما يجري اليوم في الداخل الأميركي، ليس مستغرباً على إدارة وضعت مصالحها الشخصية وأهدافها الاستعمارية على رأس أولوياتها، بعيدا عن حقوق شعبها الذي عانى وما زال يعاني من سوء إدارة الملفات الخارجية منها وحتى الداخلية التي دفع ثمنها الشعب الأميركي سابقا وما زال يدفع ثمنها حتى اللحظة.