ثورة أون لاين_عمار النعمة:
تحت عنوان (المخطوطات الشامية ودورها الثقافي والمعرفي)
أقيم في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق ندوة ثقافية شارك فيها كل من الدكتور محمد رضوان الداية والدكتور إياد الطباع والدكتور نزار أباظة والأستاذ إياد مرشد
الدكتور محمد رضوان الداية في محوره بعنوان (الأهمية التاريخية والعلمية للمخطوطات الشامية) أكد أنه عند الكلام على المخطوطات الأندلسية تتداعى ذكريات تاريخية موصولة بالتراث العربي عامة، وبمناسبات مختلفة تصل بين ماهو أندلسي وبين الشام بصفة عامة، فالأندلس تدين بالولاء والحب والصلات العميقة للشام عامة ودمشق خاصة, مشيراً إلى أن الشام كانت مستقراً وموطناً جديداً لعدد من العلماء والادباء وغيرهم من رجال الأندلس الوافدين إلى المشرق والنازلين فيه. ولفت الداية إلى ان ما تحويه مكتبة الأسد من مخطوطات للاندلسيين سواء كانت بخط اندلسي أو مشرقي أو مغربي تكون جزءا مهما من حركة الفكر العربي في علومه وقضاياه كالطب والصيدلة والهندسة والفقه والحديث واللغة وغيرها.
بدوره الدكتور إياد خلف الطباع قال في محوره تحقيق المخطوطات الشامية: يعد العلامة محمد كرد علي أحد أوائل محققي المخطوطات في القرن العشرين, إذ نشر أول إنتاجه (رسائل البلغاء) سنة 1908 في مصر وكان له مشاركات في التعريف بالمخطوطات المطبوعة، ونقده لتصحيح الكتب التي يطبعها العرب والمستشرقون تجده مثبوتاً في كتبه ومقالاته،ولدراسة مناهج الإعلام في تحقيق النصوص أثر مهم في معرفة طريقهم لمعالجة النصوص والتعامل معها،وكيفية تقديمها للقراء والباحثين في حلة سهلة المأخذ قريبة التناول.
وقد عرّفت في بحثي هذا بالكتب التي حققها العلامة كرد علي،ثم بينت صفات المحقق التي تحلى بها التي أعدّها أحد ركائز فن التحقيق،ثم عرجت على كيفية دراسة المخطوط لديه،ثم أوضحت منهجه في نسخ الأصول ثم عرضت لعمله في تحقيق النصوص .
وأشار الطباع إلى الجهود الكبيرة والمميزة لعلماء دمشق وبلاد الشام في تحقيق النصوص العربية القديمة ولاسيما مع تأسيس مجمع اللغة العربية بدمشق الذي بدأت ارهاصات هذا العمل 1908 على يد العلامة الرئيس محمد كرد علي باعتباره وضع البذرة الأولى في منهج تحقيق النصوص العربية الذي استمر لخمسين عاما.
الدكتور نزار أباظة ركز في محوره على علماء الشام الذين أسهموا في حفظ المخطوطات وتوثيقها ودراستها وأهمية ما تركوه من إرث ثقافي ومعرفي كبير كالدكتور صلاح الدين المنجد وشكري فيصل والشيخ طاهر الجزائري وجمال الدين القاسمي وغيرهم الكثير .
وبيّن أباظة ان هذه المخطوطات كانت متناثرة في المكتبات القديمة فقام هؤلاء العلماء بجمعها وحفظها في المكتبة الظاهرية التي كانت الانطلاقة الأولى لهم ليبدوؤا بإصدار دفائن هذه المخطوطات وتحقيقها وتعريف الناس بها في مجمع اللغة العربية برئاسة العلامة محمد كرد علي، لافتا إلى أهمية هذه المخطوطات باعتبارها تمثل تراثنا وجزءا من الثروة الوطنية التي تتضمن كل صنوف المعرفة والعلوم .
أما مدير عام مكتبة الاسد اياد مرشد فتحدث عن أهمية دور المكتبة في الحفاظ على هذه المخطوطات التي يبلغ عددها تقريبا 19000 مخطوط وهي من خيرة المخطوطات العربية حيث تتناول الفلسفة والعلوم الحديث والأدب وكل جوانب المعرفة والتي تضعها في خدمة الباحثين والدارسين, مشيراً إلى ان هناك اكثر من 8000 مخطوط جرى عليها البحث منذ افتتاح المكتبة وحتى الآن وهناك أكثر من 5300 باحث استفادوا من هذه المخطوطات التي تقوم المكتبة بحفظها وجمعها والاعتناء بها وترميمها.
وأضاف مرشد: لدينا قسم من اهم اقسام ترميم المخطوطات في المنطقة العربية حيث تقوم المكتبة بحفظ المخطوطات وإتاحتها للباحثين والمحققين، فالمخطوط ليس ورقة محفوظة في الأدراج وانما هو ورق ينبض بالحياة والعلم والمعرفة والادب.