ثورة أون لاين- عائدة عم علي:
رغم الاحتجاجات العارمة التي اجتاحت الولايات والمدن الأميركية والعواصم الدولية تنديدا بالعنصرية المفرطة لإدارة ترامب وشرطتها بسبب جريمة مينابوليس، إلا أن خطاب العنصرية والكراهية الذي ينشره ترامب، ودفاعه المستميت عن مرتكبي الجرائم العنصرية يشجع رجال الشرطة الأميركيين على ارتكاب المزيد من الجرائم العنصرية بحق الملونين السود الذين تضعهم الإدارة الأميركية خارج كل المعايير الإنسانية، وتتعامل معهم بنزعة إجرامية صرفة، حيث أثارت حادثة مشابهة لجريمة قتل الأمريكي من أصول افريقية جورج فلويد احتجاجات في منطقة “سينيك تادي” بولاية نيويورك بعد أن جثا شرطي على عنق شاب خلال عملية اعتقال عنيفة انتهت بغياب الأخير عن الوعي.
وأثار فيديو عملية الاعتقال العنيفة موجة انتقادات وسخطا واسعة بعد أن تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي وظهر فيه “جينداربارسود” وهو يستغيث ويقول الجملة ذاتها التي قالها فلويد قبل وفاته بلحظات “لا استطيع التنفس”.
صحيفة نيويورك ديلى نيوز ذكرت في هذا السياق أن عشرات المحتجين احتشدوا خارج مقر الشرطة في منطقة “سينيك تادي” للمطالبة بمحاسبة الشرطي الذي جثا على عنق الشاب”يوجيشوار جينداربارسود” حتى فقد الوعي وسط توسل والده خوفا من أن يلاقي مصيرا مشابها لمواطنه فلويد.
تقارير إعلامية أفادت بأن عملية اعتقال”جينداربارسود” الذي وجهت له تهمة مقاومة الاعتقال جرت بسبب بلاغ عن تمزيق إطارات سيارة أحد القاطنين في المنطقة، وهذه الحادثة جاءت بعد أسابيع فقط من حظر رجال الشرطة في ولاية نيويورك من استخدام أسلوب تثبيت المشتبه بهم عن طريق الضغط على العنق.
الولايات المتحدة لا يمكن أن تتخلى عن جرائمها العنصرية، فالتمييز العنصري والجرائم المرتكبة بحق ذوي البشرة السوداء ظواهر تاريخية تكرس المنهج العنصري الذي يقوم عليه النظام الأميركي، والأرقام المرعبة لعدد حوادث القتل بدافع العنصرية والكراهية، والإحصائيات المرتفعة لعدد ضحايا تلك الجرائم من ذوي البشرة السوداء تعطي الصورة الحقيقية لأميركا، التي تدعي احترام حقوق الإنسان، وهي أكثر انتهاكا لتلك الحقوق، حتى أنها تشن حروبها الإرهابية ضد الكثير من الدول المناهضة لسياساتها تحت شعارها الزائف”حقوق الإنسان”، وتقتل شعوبا بأكملها تحت مسمى “الحرية والديمقراطية”، فهذه هي أميركا التي ترتكب الجرائم تلو الأخرى بحق الإنسانية لتقتات على دماء الشعوب.