يبدو أن منظومة العدوان على سورية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لا يمكن لها أن تبدل من طبيعة جلدها الاستعماري مهما كانت الأسباب والنتائج، ولا أن تراجع حساباتها مهما خسرت من أوراق، لأنها طبيعة مجبولة بأطماع الشركات الاحتكارية الجشعة وشهية اغتصاب حقوق الآخرين وغزو أراضيهم وسرقة ثرواتهم وتجويعهم.
ويبدو أن غزو أراضي الهنود الحمر منذ قرون، وإبادة عشرات الملايين منهم، وإقامة أميركا على أنقاض قراهم، بات نهج وسمة من يمسك بقرار السلطة في الولايات المتحدة، والسمت والبوصلة لكل سياساتها الإجرامية في العالم، وما تفعله اليوم من دعم للميليشيات الانفصالية وتمويل للتنظيمات الإرهابية في سورية، وما تقوم به من جرائم مروعة وحصار جائر بحق السوريين خير شاهد.
فالميليشيات الانفصالية مازالت تنفذ أوامر واشنطن بحرفيتها، تستمر باحتلال المباني والمقار الحكومية للدولة السورية وتعتدي على موظفيها، وما فعلته هذه المجموعات المرتبطة بالاحتلال الأميركي باستيلائها مجدداً وبقوة السلاح على مراكز الدولة في مدينة الحسكة هو آخر جرائمها بحق الوطن والمواطن، وعمالتها للمحتلين.
أما المحتل الأميركي الذي يستخدمها فمازال هو الآخر يسير على خطا العدوان التي بدأها منذ عدة سنوات، ومازال ينشر الفوضى الهدامة بالأساليب ذاتها، فيدعم المحتل التركي وتنظيمات الإرهاب المتطرفة، ويدخل إلى سورية، وبشكل شبه يومي، عشرات الشاحنات المحملة بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى قواعده غير الشرعية بالجزيرة السورية، خارقاً بذلك كل القوانين والأعراف الدولية.
والأمر ليس لمحاربة الإرهاب كما تدعي إدارة البيت الأبيض بقيادة الرئيس العدواني ترامب بل لسرقة النفط والثروات وخيرات البلاد بالتعاون والتواطؤ مع أدواتهم المذكورة، ولرسم خارطة المنطقة برمتها كما تشتهي رياح سفنهم الاستعمارية وسفن الكيان الصهيوني الذي يبحث عن تأمين أمنه المزعوم، انطلاقاً من تفتيت المنطقة وتقسيمها على أسس عرقية وقومية ودينية ومذهبية ليسهل على منظومة العدوان على سورية السيطرة عليها وإبقاؤها في دوامة الأزمات الطاحنة، دون أن يدرك أقطاب العدوان أن السوريين سيدحرون الإرهاب والاحتلال ويطوون بإرادتهم وتصميمهم كل مخططات التقسيم وخطوات التضليل وإجراءات العقوبات والحصار الجائر.
نبض الحدث-بقلم مدير التحرير -أحمد حمادة