تزاحم الحلقات التجارية الوسيطة يصادر جهد الفلاحين… وتخلي السورية للتجارة عن دورها يضاعف الأعباء على المستهلكين
ثورة أون لاين – محمود ديبو:
دعا حسن رضا عمر رئيس لجنة الرقابة والتفتيش باتحاد فلاحي دمشق إلى ضرورة أن تنهض المؤسسة السورية للتجارة بمهامها في عمليات التدخل الإيجابي لصالح المستهلكين، من خلال تخزين كميات من المحاصيل الزراعية في موسمها كالبطاطا مثلاً التي تشهد إنتاجاً وفيراً في هذا الموسم، لتقوم بطرحها بالأسواق في الأشهر التي يتراجع فيها الإنتاج وترتفع أسعارها.
ولفت إلى أن بعض التجار اليوم يقومون بهذه العملية حيث يعملون على شراء كميات كبيرة من البطاطا وتخزينها، ليقوموا بطرحها في خارج موسمها وبذلك يحصدون أرباحاً مضاعفة عما كانوا سيجنونه فيما لو باعوها حالياً.
وتساءل رضا عمر عن الأسباب التي تمنع السورية للتجارة من القيام بدورها هذا مع العلم انه يتوفر لديها وحدات الخزن وأسطول من السيارات التي يمكنها من نقل المحاصيل الزراعية من أرض الفلاح إلى مستودعاتها ووحدات الخزن لديها، وذلك يمكنها من شراء المحاصيل وإعادة طرحها بالأسواق بأسعار منافسة للأسعار التي تشهدها الأسواق اليوم..
وبين أن البعض يعتقد أن الفلاح يحصل على نسبة جيدة من السعر الذي تشهده الأسواق اليوم، موضحاً أن ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم توفر بعض المستلزمات بالسعر والجودة المطلوبين إضافة إلى صعوبة تأمين المحروقات في الأوقات التي يحتاجها الفلاح، كل هذا يتحمله الفلاح، إلا أنه بالنهاية يكون ضحية للسماسرة والوسطاء الذين يشترون المحاصيل منه بأسعار قد لا تغطي تكاليف إنتاجه، ويطرحونها للمستهلك بعد مضاعفة السعر لأكثر من ثلاث مرات، مع العلم أن الفلاح يتحمل، إضافة إلى كل تلك الأعباء، تكاليف النقل وتكاليف شراء العبوات سواء البلاستيكية أم الكرتون أو غيرها، والتي تضاعفت أسعارها بشكل كبير خلال الفترة السابقة.
وبهذا نجد أن الفلاح متهم بأنه هو من يرفع الأسعار لكن الحقيقة هي أن الوسطاء والسماسرة والحلقات التجارية التي تتزاحم على حصد مكاسب من جهد الفلاح هم من يسهمون برفع الأسعار وإيصالها إلى المستهلك بمستويات غير مقبولة ولا تتناسب مع متوسط دخل الفرد من شريحة العمال والموظفين ومحدودي الدخل.
ودعا رضا عمر إلى ضرورة التنبه إلى واقع القطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي والذي بات يحتاج إلى جهود الجميع للنهوض به من خلال الاهتمام بتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي للفلاحين وإزالة كل العقبات التي أثرت ولا تزال تؤثر على عطاء الفلاح واستمراريته في العمل، محذراً أن استمرار معاناة الفلاحين وتركهم يواجهون الصعوبات لوحدهم سيدفع قريباً باتجاه مشكلة كبيرة تتمثل بعزوف عدد كبير منهم عن الأعمال الزراعية، وهجرة أراضيهم وترك عمليات تربية المواشي أو الدواجن أو غيرها، لعدم قدرتهم على تحمل خسارات إضافية، ولعدم جدوى عملهم الذي لم يعد يغني أو يسمن من جوع.