ثورة أون لاين – أدمون الشدايدة:
تضاربت الأنباء حول بدء إثيوبيا ملئ سد النهضة،ففي وقت يؤكد فيه البعض البدء بعملية ملئ السد، تسارع أديس أبابا لنفي الخبر، وبين تأكيد ونفي، يبقى ملف سد النهضة يغرق في تفاصيل المفاوضات المتعثرة بين دول حوض النيل “مصر والسودان وإثيوبيا”.
فبعد أن أعلن وزير المياه الإثيوبي بدء ملء سد النهضة، حسبما أعلن التليفزيون الرسمي الإثيوبي، جاء النفي سريعاً على لسان وزارة الخارجية الإثيوبية التي أبلغت نظيرتها السودانية بعدم صحة خبر شروع السلطات الإثيوبية في ملء السد، موضحة أن وزير الري والمياه لم يدل بتصريحات عن بدء عملية ملء السد.
وبحسب القائم بالأعمال الإثيوبي في السودان مكونن قوساييي تيبا فإنه وبسبب موسم الأمطار فإن المياه تجمعت بشكل طبيعي في بحيرة السد، مؤكداً التزام بلاده بالاستمرار في المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الإفريقي حول قضية سد النهضة، وبإعلان المبادئ الموقع بين السودان وإثيوبيا ومصر.
وجدد مدير إدارة دول الجوار بوزارة خارجية السودان التزام السودان بالمفاوضات بإشراف الاتحاد الإفريقي، والسعي لحل توافقي لمصلحة البلدان الثلاثة.
في المقابل، قالت وزارة الري السودانية: إن منسوب النيل الأزرق تراجع بصورة كبيرة بمعدل 90 مليون متر مكعب، وهو ما يعني أن إثيوبيا أغلقت بوابات سد النهضة، مشددة على رفضها لأي إجراءات أحادية الجانب يتخذها أي طرف قبل التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة.
يأتي ذلك بعدما التقطت الأقمار الصناعية، يوم الثلاثاء الماضي، صورا جديدة لسد النهضة الإثيوبي، والتي أظهرت أن إثيوبيا قد بدأت بالفعل في ملء الخزان، وجاءت الصور في وقت انتهت فيه المحادثات بين مصر وإثيوبيا والسودان دون التوصل إلى اتفاق.
ذلك التضارب على ما يبدو سيضع المفاوضات على الرغم من استمراريتها على شفير الفشل الأخير، لاسيما وأن عداد الصبر المصري بدأ بالتراجع، فقد أعلنت مصر أن ردها على الإعلان الإثيوبي سيكون سياسيا، وقالت إنها طلبت من الحكومة الإثيوبية إيضاحا عاجلا .
ويأتي الإعلان الإثيوبي بعد تعثر الجولة الأخيرة من المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، التي توسط فيها الاتحاد الأفريقي.
ومن المتوقع في هذه المرحلة أن تخزن إثيوبيا 4.8 مليار متر مكعب خلف السد، في البحيرة التي يفترض أن تسع 74 مليار متر مكعب حال اكتمال السد