رغم كل الحرب العدوانية التي مازالت منظومة العدوان تشنها على الشعب السوري، ورغم كل الحصار الجائر المترافق معها، وإقرار واشنطن لإرهاب (قيصر) لتجويع هذا الشعب ومحاولة فرض شروطها وإملاءاتها عليه، ورغم كل إجراءات الغرب القسرية الظالمة ضده، فإنه استطاع الصمود والثبات بوجه العدوان وتمكن من دحر الإرهاب من معظم الجغرافيا السورية.
ورغم كل الدعم الغربي للتنظيمات الإرهابية، واستخدام أميركا لداعش المتطرف وأخواتها كالنصرة وبقية التنظيمات لنشر الفوضى الهدامة في سورية، ثم استخدام مجموعات (قسد) الانفصالية لتحقيق أجندات الغزاة، فإن الشعب السوري تمكن من الالتزام بمواعيد الاستحقاقات الدستورية التي يفرضها دستوره.
وتعتبر انتخابات مجلس الشعب صباح اليوم أكبر مؤشر إيجابي ونجاح حققه شعبنا على مستوى الحياة السياسية الطبيعية، سواء من حيث الالتزام بموعد هذا الاستحقاق وتوقيته أم من حيث عزم هذا الشعب الصامد على إعادة إعمار ما دمره الإرهاب والاحتلال على امتداد الحرب العدوانية الظالمة خلال السنوات التسع الماضية.
ولعل الرسالة الأهم التي تعبر عن مضمون هذا الالتزام هي إيمان السوريين بأبجديات وطنهم، وقناعتهم بأن الانتخابات استحقاق دستوري مهم يخلق حركة ديمقراطية ومنافسة حقيقية هدفها مصلحة الوطن والمواطن وخدمته في شتى المجالات، ووعيهم بضرورة التقيد بموعدها من أجل بناء وطنهم بناءً سليماً يحترم تلك الأبجديات ويقدس مواعيدها، ويورث للأجيال التالية دلالاتها ومعانيها الكبيرة، ومن ناحية أخرى فإن الأمل كل الأمل لدى الناخبين بأن تسهم انتخابات اليوم بوصول أعضاء قادرين على سن تشريعات وقوانين تخفف من أعبائهم وتلامس قضاياهم، وتساعد في بناء وطنهم وتجاوز ما دمره المستعمرون وأدواتهم الإرهابية.
باختصار انتخابات اليوم مثلما هي واجب على كل مواطن شريف يؤمن بوحدة سورية واستقلال قرارها الوطني، فإنها تعبر عن إصرار السوريين على الدفاع عن حقوقهم الوطنية، والوقوف بوجه الحصار الجائر والعقوبات الظالمة، وتحرير أرضهم من الإرهاب والاحتلال، وإعادة إعمار بلدهم، وسينجحون كما نجحوا في وأد المؤامرة ودحر الإرهاب.
البقعة الساخنة – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة