ثورة أون لاين- دينا الحمد:
يتابع المحتلون الأتراك والأميركيون لأراضي الجزيرة والشمال السوريين جرائمهم بحق أهلنا في تلك المناطق المنكوبة بإرهابهم وغزوهم، وتتابع أدوات منظومة العدوان من تنظيمات متطرفة وانفصالية بتنفيذ تعليمات مشغليها لتجويع أهلنا هناك، ومحاولة تهجيرهم بشتى الطرق والوسائل الإرهابية والإجرامية.
ومن يقرأ الخطوات العدوانية للمحتلين وأدواتهم في الآونة الأخيرة يجزم بأنهم مستمرون في نشر فوضاهم الهدامة بشتى السبل الإجرامية حتى تحقيق أجنداتهم المشبوهة، وأن أحاديثهم عن الأمن والاستقرار والحلول وحماية حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب المزعوم ليست إلا لذر الرماد في عيون العالم برمته، وتضليله وحرف بوصلته عن تلك الجرائم المروعة.
فمجموعات (قسد) الانفصالية المرتبطة بقوات الاحتلال الأميركي مازالت تمنع على مدى أكثر من شهر عمال كهرباء الحسكة من دخول مقرات عملهم، ومازال النظام التركي يمارس سياسة التعطيش بحق أهلنا عبر خفض منسوب مياه نهر الفرات في سورية بشكل كبير، مرة بقطع المياه ومرة بالاستمرار ببناء السدود على النهر داخل الأراضي التركية، ما أدّى إلى آثار مدمرة على الزراعة وصيد الأسماك في مناطق عدة خصوصاً في قرى محافظة الرقة، وساهم هذا النظام المعتدي بإتلاف محاصيل السوريين الزراعية ونفوق ثروتهم السمكية، إثر نقص منسوب مياه نهر الفرات الذي يعد الشريان الرئيسي لسلة الأمن الغذائي السوري.
وحسب التقديرات فإن جريمة النظام التركي بخفض منسوب مياه النهر أدت إلى تهديد أكثر من 300 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وأن أكثر من مائتي قرية اختفت المياه تماماً من حولها، ما أدّى إلى تعطّل المضخات عن العمل وحدوث الجفاف في المنطقة.
وبشكل مواز لهذا العدوان الموصوف يواصل مرتزقة الاحتلال التركي وتنظيماته المتطرفة نهب ممتلكات الأهالي في قرى عفرين بريف حلب الشمالي بأوامر من تلك القوات الغازية، ناهيك عن قيام تلك التنظيمات الإرهابية بممارسة أبشع الجرائم بحق الأهالي عبر التضييق عليهم بغية إخراجهم من قراهم وإسكان عوائلها مكانهم في خطوة تهدف إلى التغيير الديمغرافي للمنطقة.
ورغم أن وسائل الإعلام العالمية تنقل يومياً أخبار تلك الجرائم، وتشير بالأدلة والصور إلى أن القوات الأميركية وقوات النظام التركي الموجودة بشكل غير شرعي في سورية ترتكب جرائم حرب من خلال افتعالها الحرائق بالأراضي الزراعية وقطع المياه بشكل متكرر عن السكان، إلا أن المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي لم تحرك ساكناً، ولم تصدر قراراً أو بياناً يطالب منظومة العدوان بالكف عن جرائمها تلك، مع أنها جرائم ضد الإنسانية، وتهدد بشكل خطير حياة وصحة السكان المدنيين.
إذاً نشاهد مصادرة للممتلكات، وقطعا للماء والكهرباء، ونهب للمؤسسات، وتهجير للمدنيين وحرق محاصيلهم وسرقة أموالهم، ومحاولات مشبوهة للتغيير الديمغرافي، ورسم خرائط انفصالية جديدة، وارتكاب أفظع الجرائم ضد الإنسانية، ومع كل هذا نرى أن ما يسمى المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والسياسية والإنسانية مازال يغط بنومه العميق هنا ولا يعير اهتمامه لتلك الجرائم، في الوقت الذي يتبجح هناك في أمكنة أخرى من العالم بغيرته على حقوق الإنسان ودعمه لها، فأي انحطاط وصلت إليه أميركا ومعها الغرب المؤازر لها بشكل أعمى!!.