نفقات فوق نفقات يؤازرها توليفة متنوعة من التكاليف غير القابلة للنقاش، وكلها واجب التلبية وضروري في حياة المواطن، وإن كان الغذاء أولاها ومتفرقاتها ثانيها، فلا شك أن تكاليف الوقاية من الفيروس هي ثالثة الأثافي.
كلنا بات يعرف أساسيات وأدوات التصدي للفيروس عبر الحركات الأربع الأولى، والتي تعتبر حجر زاوية في بناء التصدي من قفازات ومعقّمات وكحول وكمامات، أما ما لا يعرفه كلنا، ويقيناً الغالبية العظمى من جمهورنا، فهو السعر الوسطي لكل أداة من هذه الأدوات، إذ يحفل السوق بأنواع الاستغلال والجشع التجاري.
حمل مادي ضخم يقع على عاتق المواطن وجاءت مشكلة كورونا لتزيد الطين بلّة، إذ أن الموازنة خاسرة منذ البداية، والمواطن يترنح في بداية كل جولة شهرية من ضربات الأسعار، فما بالك بعد جرعة المنشطات التي تعاطتها النفقات لدرجة بات معها المواطن أمام خيارين مؤلمين للغاية: إما طعام أطفاله –على هزال هذا الطعام، وإما حياتهم عبر المعقّمات والكمامات وسواها..
تمنى المواطنون لو سمعوا ولو كلمة على أضعف تقدير تجاه هذا الأمر..
سابقاً أيام الرخاء كان رجل الأعمال يحصل على حسم ضريبي عبر أعمال الخير، واليوم وبعد أن أصبح هذا العمل استعراض لا ينقصه إلا الموسيقا، وبعد أن أصبحت الحاجة له أكبر من ذي قبل، ما الذي يمنع من إجراء يُلزم رجال الأعمال بتقديم مساعدات صحية؟.
لعل هذه الفكرة إن طبّقت تكون مفيدة وعلى وجهين: فمن ناحية هي تبرع حقيقي بمبالغ مالية حقيقية من فئة تراكم المليارات ربحاً في كل عام إن لم يكن كل ربع سنة، ومن ناحية فهي خطوة موفقة تجاه مكافحة أزمة عالمية لم ينجح أحد في إيجاد حل لمواجهتها إلا بالتكاتف..
الكنز- مازن جلال خيربك